سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
يا "وزير الشئون البلدية والقروية".. لماذا "عطّلت" وزارتك تسليم المواطنين أراضي المنح طوال هذه السنين؟ احسم هذه الإشكالية بعدل ونزاهة وإلا فابتعد ودعْ غيرك يتصدّى لها
تنبع قيمة المسئول – أي مسئولٍ - مما يقدّمه من إنجازاتٍ، وما يحققه من تطويرٍ في الأداء، وقدرته على تحقيق تطلعات المواطنين المستفيدين من خدمات جهازه الحكومي، فهي التي ستظل باقيةً شاهدةً على حُسن إدارته، وقيادته، وسيتناقلها الجميع كدليل نجاحٍ له. وفي قطاعنا الحكومي يبرز عديدٌ من المسئولين ممَّن أثبتوا نجاحهم وتميُّزهم وقدرتهم العالية، ومنهم – مع الأسف - لا يزال يتخبّط في البيروقراطية، وضعف الإمكانات، وتدهور القدرات الإدارية أو انعدامها. وفيما يسمّى "أزمة منح الأراضي الحكومية" التي تقدمها الدولة مجاناً للمواطنين من خلال وزارة الشئون البلدية والقروية وما يتبعها من الأمانات في مختلف المناطق، تبرز إشكالية التقصير، وسوء الإدارة، والبيروقراطية "المقيتة"، والاستهتار بتطلعات المواطنين طوال السنوات الماضية. كثير من المواطنين والمواطنات في مختلف أنحاء المملكة لا يزالون يتطلعون بأملٍ ويحتفظون بأرقامٍ لمعاملات "أرض منحة" قدّمتها لهم الدولة - على الورق فقط - بعضهم منذ أكثر من 30 عاماً، وآخرون ماتوا دون الحصول عليها فورّثوا هذه "الأرقام" والمعاملات لأراملهم، ولأبنائهم وبناتهم من بعدهم علّها أمنية تتحقّق ولو بعد حين بحصولهم على منحة أرضٍ يبنون عليها منزل أحلامٍ يرحمهم من نار أسعار البيوت المستأجرة التي تكويهم كل عام. ويتوجّه أصحاب المنح من ذوي الدخل المحدود بتطلعاتهم وتساؤلاتهم المُلحة لوزير الشئون البلدية والقروية قائلين له: لماذا "عطّلت" وزارتك تسليم المواطنين منحهم طوال هذه السنين؟ لماذا لم تجد لها حلاً مُرضياً حتى الآن وهي التي ستساعد بشكل كبير على حل أزمة السكن؟ ولماذا يا سمو الوزير لا تفك طلاسمها الغريبة التي استعصت على الفهم لسنوات طويلة؟ وكيف تقضي على معادلة الفساد والتلاعب التي – كالعادة - استغلها محتكرو أراضي المنح، و"مرتزقة" العقار، ومضاربو الاستثمار، والفاسدون في مختلف الأمانات؟ ما خطة وزارتك الإستراتيجية لحل أزمة توزيع أراضي المنح لمَن يستحقها؟ وهل وزارتك قادرة على مجابهة "مافيا" المنح التي استحوذت وسعت وعطّلت بنفوذها الكبير منع توزيع وتطوير المنح حتى يضطر المواطن لشراء الأراضي منهم بأغلى الأثمان؟ إننا يا سمو الوزير نضم أيدينا بأيدي المواطنين مطالبين بمعالجة هذه الإشكالية التي يعاني احباطاتها المستمرة عديدٌ من المواطنين في مختلف مناطق المملكة، فقد زادت أخيراً أعداد المتلاعبين بمنح الدولة، وتكاثر "المحتالون" حولها.. وإلا كيف أصبحت منحة أرض متواضعة على أطراف المدن البعيدة من أعقد المسارات التنموية وأصعبها رغم فوائض الميزانيات المتوالية ورغم المساحات الشاسعة التي في بلادنا؟ فيا وزير الشئون البلدية والقروية .. يا مسئولنا الكبير تدخّل بنفوذك وصلاحياتك واعمل على توزيع أراضي المنح الحكومية بعدلٍ، ونزاهةٍ، وإخلاصٍ مع دعمها بالخدمات الأساسية، حتى يبتعد عنها المتلاعبون، والسماسرة، والمضاربون.. فلقد شبعنا من التنظير، والاجتماعات العقيمة، والتحليلات المملة، والكلام المنمق، والتصريحات الصحفية الرنانة لن توفر للمواطن بيت العمر، ولن تبني له منزل الأحلام. فإن لم تفعل فاعلم أن طوابير الانتظار الطويلة التي تتزايد منذ 30 عاماً أو أكثر؛ ستتسبّب قريباً في أزمة سكن خانقة بانت بعض بوادرها رغم مساحات الأراضي المتاحة في المدن.. إننا نترقب منك أن تلتفت للمواطن البسيط فكثير من السعوديين لا يستطيع تملُّك منازل حتى الآن. فافعل ذلك يا سمو الوزير واحسم هذه الإشكالية، وإلا فابتعد ودعْ غيرك يتصدّى لها.