تنظِّم دارة الملك عبد العزيز بالتعاون مع النادي الأدبي بالرياض، لقاءً علمياً يسلط الضوء على شخصية الأديب السعودي عبد الله بن محمد بن خميس، وإنجازاته الإعلامية والثقافية والأدبية، الثلاثاء القادم، وذلك في فندق كورتيارد ماريوت، جنوب حي السفارات بالرياض. ويأتي هذا اللقاء ضمن اهتمامات دارة الملك عبد العزيز بالأعلام الذين خدموا التاريخ الوطني، وأسهموا في بناء مؤسسات الوطن العلمية والحكومية، وأثروا المشهد الثقافي والمسيرة المعرفية. يشارك في اللقاء عددٌ من المتحدثين والباحثين والباحثات يتطرقون خلال اللقاء الذي يستمر ليومين إلى سمات الأديب بن خميس وشخصيته الوطنية وأعماله الإدارية والأدبية. ومن المقرر أن تتناول أوراق عمل اللقاء استقراءً وتحليلاً من المهتمين والمهتمات بمسيرة الأديب ابن خميس، وما حققه من أعمال متميّزة لخدمة الوطن، وما قدّمه للمكتبة السعودية من المؤلفات في مجالات الشعر واللغة والتاريخ والجغرافيا والإعلام نال على أثرها شهرة محلية وعربية وعدداً من الجوائز والأوسمة. وعبد الله بن خميس شاعر وكاتب وجغرافي سعودي وُلد عام 1339ه في الدرعية, وتلقى تعليمه الأول على يد والده, ثم قرأ على بعض العلماء, والتحق بعد ذلك بدار التوحيد في الطائف ثم بكلية الشريعة في مكة المكرّمة، وحصل على الشهادة الجامعية وشغل عدداً من الوظائف الحكومية، وأول عمل رسمي تولاه إدارة المعهد العلمي بالأحساء عام 1375ه, ثم عُيّن مديراً لكليتَي الشريعة واللغة العربية بالرياض عام 1377ه, ثم مديراً عاماً لرئاسة القضاء عام 1379ه, فوكيلاً لوزارة المواصلات عام 1382ه , ثم رئيساً لمصلحة مياه الرياض عام1386ه, ثم أحيل إلى التقاعد المبكر عام 1392ه بناءً على طلبه ليتفرغ للبحث والتأليف. وانتُخب ابن خميس ليكون أول رئيس للنادي الأدبي بالرياض عام 1395ه, ثم اُختير نائباً لرئيس اللجنة الشعبية لرعاية أسر ومجاهدي فلسطين, وعضواً في المجلس الأعلى للإعلام, ومجلس إدارة دارة الملك عبد العزيز, ومجلس جمعية البر بالرياض، وله الريادة في كثير من الأمور الثقافية فقد أنشأ مجلة "الجزيرة" عام 1379ه التي تحوّلت بعد ذلك إلى جريدة الجزيرة, وأنشأ مطابع الفرزدق عام 1397ه، وكان عضواً في مجمع اللغة العربية بالقاهرة, وحصل على جائزة الدولة التقديرية في الأدب عام 1402ه, وكُرِّم أيضاً في المهرجان الوطني للتراث والثقافة السابع عشر عام1422ه. ويعد ابن خميس من رواد الأدب والثقافة والصحافة في المملكة العربية السعودية وهو متعدّد الجوانب العلمية والإبداعية, وتطرّق في كتاباته الصحفية لقضايا جديدة سبق بها مجتمعه المحيط، كما يعد من كبار الشعراء السعوديين, ومن كتاب النثر الكبار, ويتضح ذلك من مقالاته الافتتاحية في صحيفة الجزيرة, وقد جمعها في كتاب "فواتح الجزيرة", كما أنه من المعنيين بالرحلات ووصف الصحراء العربية, وله في ذلك أكثر من كتابٍ. وعُرف عن ابن خميس اهتمامه بالتاريخ بصفة عامة وبتاريخ "اليمامة" بصفة خاصة, كما أنه عالم بجغرافية الجزيرة العربية, وله في ذلك عددٌ من المؤلفات، كما عُني مع اعتزازه باللغة العربية الفصحى بالشعر العامي فألّف فيه كتاب "الأدب الشعبي في جزيرة العرب" الذي يعد من الكتب الرائدة في هذا الميدان، إضافة إلى مؤلفاته الأخرى عن أعلام الشعر الشعبي في الجزيرة العربية, وهو كاتبٌ اجتماعي تناول في وقتٍ مبكرٍ كثيراً من القضايا الاجتماعية بالنقد والتحليل, وطالب بتعليم المرأة, وترشيد الاقتصاد, ومن أبرز مؤلفاته: الأدب الشعبي في جزيرة العرب, الشوارد, راشد الخلاوي, ديوان "على ربى اليمامة ", من أحاديث السمر, من جهاد قلم, أهازيج الحلاب وشعر العرضة, الدرعية, المجاز بين اليمامة والحجاز, تاريخ اليمامة. ومن أشهر برامجه الإذاعية التي كسب بها جمهوراً واسعاً برنامجه الشهير "مَن القائل؟".