كشف رئيس المركز الوطني للقياس والتقويم الأمير فيصل بن عبدالله المشاري أن المركز يعكف على تصميم نظام يقوم الطلاب من خلاله بتقييم أنفسهم يكون على شكل اختبارات تحريرية تشخيصية تصب في مصلحة الطلاب وأولياء أمورهم تبدأ من المرحلة الابتدائية والمتوسطة بحيث يدخل الطالب ويجرب مهاراته وقدراته ويعطيه النظام توصيات لتحسين الأداء متوقعاً أن هذا التصميم سيكون في متناول الطلاب بعد عامين. وعن نظرة المجتمع عن "قياس" كونه مركزاً للتعقيد أوضح المشاري أن المركز يتابع تقييم هذه النظرة بكل تعقل معتبراً أن تلك النظرة لا تعكس رأي المجتمع بأكمله فهناك من يثني على هذا التوجه ويعرف برامجه وأهدافه مستبعداً أن يكون ذلك النقد ورقة ضاغطة تجعل المركز يسعى لتسهيل الأسئلة أو تغيير سياسته وتوجهاته، مضيفاً أن النقد يفيد المركز في كيفية التعامل مع تعريف العامة عن دوره وأهدافه. وعن الصعوبة في اختبارات المركز أوضح "المشاري" أنها متوسطة وهي مبنية على أسئلة مجربة على زملائهم السابقين وهي معروفة الخصائص لدى المركز، مبيناً أن الدرجات التي تعطى للطالب هي الدرجات المعيارية التي تراعي المتوسط العام وتراعي أداء الطلاب الآخرين ويحكم عليهم من خلالها. إلى ذلك تواصلت فعاليات منتدى التعليم الدولي صباح أمسن، حيث استعرض مدير عام مكتب التربية العربي لدول الخليج الدكتور علي عبد الخالق القرني في ورقته القدرة الفائقة لنظم التقويم واتساع مجالات تطبيقه، مشيراً إلى أنه على الرغم من أنه يُنظر لأدوات التقويم غالباً على أنها أدوات لقياس التقدم الفردي لدى الطلبة، إلا أنها كذلك تتيح للأفراد والمجتمعات والدول تعقب ومتابعة كفاءة المدارس وأنظمة التعليم، ومن ثم تنفيذ عملية التقويم الذي يكون غرضه الأساسي تحسين التعليم. وأكد الدكتور "القرني" في ورقته أن التقويم التربوي يعتمد على معلومات يتم جمعها في مستوى الصف الدراسي والمدرسة والجهاز المركزي، وإذا لم تتسق هذه المعلومات وتترابط في منظومة واحدة؛ فإن الاحتمال كبير بتولد شعور لدى المعنيين في مستوى معين بعدم الثقة في هذه المعلومات في المستوى الآخر؛ مما يؤدي إلى عدم التكامل أو بالأحرى إلى اختزال التقويم وعدم شموليته. وأضاف: لقد ساد التركيز على التقويم الختامي Summative evaluation للوفاء بأغراض الاختيار والتصنيف وكنتيجة طبيعية لهذا التوجه كانت أغلب أدوات التقويم في الصف الدراسي والمدرسة ختامية تهدف إلى التصنيف والمقارنة بين الطلاب وتنتهي بأرقام ورموز تدل على التحصيل الدراسي (الدرجات). ورأى المحاضر أن البحث أثبت أن التقويم التكويني Formative evaluation الذي تحدد فيه معايير الأداء، ويتم التحقق منها يؤدي إلى رفع مستوى التحصيل الدراسي؛ ومن ثم إلى تطوير التعليم، إذ إن من سمات هذا النوع من التقويم أنه يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالأهداف والمعايير التعليمية التي يجب أن تحدد بوضوح فهو تقويم من أجل التعلم وليس عن التعلم. واختتم الدكتور القرني عرضه أنه لكي يتحقق تطوير التعليم يجب تبني التقويم التكويني وأدواته المختلفة، وأن توجد ثقافة موحدة وفهم مشترك للتقويم في المستويات الثلاثة: الصف الدراسي والمدرسة، والإدارة المركزية. في المحاضرة الثانية لليوم الثالث للمنتدى وفي ورقته المعنونة ب "التقويم من أجل تعلم الرياضيات" رأى مؤسس ومدير مركز التميز البحثي في تطوير تعليم العلوم والرياضيات الدكتور فهد الشايع أن مفهوم التعلم شهد تحولات كبيرة مبنية على الأسس الفلسفية والنفسية التي تبنتها التربية الحديثة، مضيفاً أن التقويم يرتبط بالتعلم ارتباطاً وثيقاً باعتباره جزءاً من عملية التعلم، وليس مجرد حكم عليها. ومن هذا المنطلق؛ تحول الاهتمام من التركيز على تقويم التعلم Assessment of Learning بقياس ما يعرفه الطالب ويستطيع عمله, إلى التقويم من أجل التعلم Assessment for Learning وذلك باستخدام التقويم لتحسين عمليات التعلم، وأحدث هذا التحول في مفاهيم التعلم والتقويم، الحاجة إلى استخدام أساليب تقويمية متسقة مع فلسفة وأسس التعلم المتبناة في العملية التعليمية. الجدير بالذكر أن الدكتور الشايع تبنى سلسلة تعليمية عالمية، وعمل على تعريبها، ومواءمتها، وقد صاحب هذا المشروع تطوير في آليات التقويم المستخدمة وفق السلسلة المواءمة، وشهد تطبيق السلسلة في الميدان التربوي عدداً من التحديات، ومن بينها التحديات المتعلقة بالتقويم ليتوافق مع فلسفة التعلم في السلسلة. وتضمنت الورقة العلمية التحول في مفهوم التعلم والتقويم، وارتباطهما وفق هذه التحولات وتقويم التعلم في كتب العلوم والرياضيات الجديدة، وأساليب التقويم من أجل تعلم العلوم والرياضيات: توجهات حديثة، وتحديات تطبيقها في الميدان التربوي.