أجريت في مدينة الملك عبدالله الطبية، أول عملية للعمود الفقري في المنطقة الغربية بالاستخدام المدمج لأجهزة الملاحة الجراحية المبنية على التصوير ثلاثي الأبعاد خلال العملية باستخدام جهاز O-arm with spine navigation system. وتستخدم هذه التقنية للمرة الأولى في المنطقة الغربية، وأجرى العملية لمريض يعاني من ورم في العمود الفقري، فريق جراحة العمود الفقري المكون من استشاري جراحة المخ والأعصاب، تخصص جراحة العمود الفقري، الدكتور عطية بن أحمد الفلّوس، واستشاري جراحة العظام، تخصص جراحة العمود الفقري، الدكتور سهيل بن سالم باجمّال.
وقال الدكتور عطية الفلّوس، استشاري جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري: "استخدام هذه الأجهزة المتطورة يزيد من دقة إجراء العمليات المعقدة في العمود الفقري، وتقلل من المضاعفات المحتملة بإذن الله، كما تحقق مبدأ تأكيد جودة العملية الفورية بإجراء أشعة سينية خلال دقائق من إجراء العملية للتأكد من النتائج، وتأكيدا لمبدأ سلامة المريض"، مبيناً أن الفريق استخدم قبل عدة أيام تقنية الجراحة قليلة التداخل Minimally Invasive Spine Surgery؛ لتثبيت كسر في العمود الفقري.
وأوضح الدكتور سهيل باجمال، استشاري جراحة العظام والعمود الفقري رئيس قسم رعاية العمود الفقري، أن استخدام هذه الأجهزة المتطورة إنما هو جزء من خطة إستراتيجية يتم تطبيقها في القسم لضمان سلامة المريض، وتشمل العمل بأسلوب فريق العمل، حيث يقوم استشاريان في تخصص جراحة العمود الفقري، أحدهما من جراحة المخ والأعصاب والآخر من جراحة العظام، بمناقشة جميع الحالات الجراحية، والاجتماع بالمرضى وذويهم، ووضع الخطة الجراحية وتنفيذها بحذافيرها، آخذين في عين الاعتبار الشفافية في شرح المخاطر والمضاعفات المحتملة.
وأضاف أن الخطة تشمل كذلك استخدام الأدلة الإرشادية الإكلينيكية Clinical Practice Guidelines المبنية على مفاهيم الطب المبني على البراهين في اقتراح الخطط العلاجية للمرضى، واستخدام قوائم للفحص معتمدة من قبل منظمة الصحة العالمية لضمان سلامة المريض قبل بدء العملية، واستخدام أجهزة مراقبة الأعصاب Intraoperative Neuromonitoring خلال إجراء العملية للتقليل من احتمالية حدوث مضاعفات لا قدر الله، واستخدام جهاز الميكروسكوب في جميع عمليات العمود الفقري لزيادة دقة العملية الجراحية، واستخدام أجهزة الملاحة الإلكترونية المدمجة بأجهزة التصوير ثلاثي الأبعاد خلال العملية، علاوة على قاعدة بيانات لجميع عمليات العمود الفقري التي تجرى في القسم، وتحليل علمي لجميع المضاعفات التي قد تحصل، كما هو متبع في أعرق المراكز العالمية.
من جهة أخرى، أوضح المدير العام التنفيذي لمدينة الملك عبدالله الطبية، الدكتور حسن سالم باخميس، أن هيكلة مركز علوم المخ والأعصاب تتضمن قسم العمود الفقري كأول مستشفى في المنطقة الغربية يتبنى ذلك, ويتكون من جراحين للعمود الفقري بخلفية تدريبية لجراحة المخ والأعصاب أو العظام، والذين يجرون العمليات كفريق متكامل، ما يؤدي إلى نتائج إكلينيكية ممتازة، كما أثبتت الدراسات.
وبين أن ما يقوم به قسم رعاية العمود الفقري خلال الثلاثة أشهر الماضية منذ إنشائه، ورغم حداثة عمره، هو دلالة على توجه مدينة الملك عبدالله الطبية لتقديم خدمة عالمية المستوى لمرضى العمود الفقري وبقية التخصصات بأقسام المركز، مشيراً إلى أن الكل في المدينة يولون مركز علوم المخ والأعصاب اهتماماً بالغاً ليتبوأ مكانة علمية متميزة في المنطقة باستقطاب الكفاءات المتميزة في جميع التخصصات المتعلقة بأمراض المخ والأعصاب والعمود الفقري، وبتجهيزه بأحدث ما توصل له العلم من معدات وتجهيزات طبية تضمن سلامة المريض.