كشفت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"،عن أن عدداً من شركات الطعام التي تقوم بتزويد السجون باللحوم، قامت بوضع لحم الخنزير في وجبات السجناء المسلمين. وقالت الشبكة إن وزارة العدل البريطانية قررت عدم التعامل مع تلك الشركات، بعدما قامت بخداع السجناء المسلمين، والقول لهم إنهم يقدمون لحوماً "حلالاً"، وهي تحتوي على آثار للحم الخنزير. وتابعت "بي بي سي" قائلة: "الوكالة البريطانية المسئولة عن المعايير الصحية أكّدت أنها تقوم الآن بالتحقيق في تلك الأغذية الملوّثة، مشيرة إلى أنها سحبتها الآن من التداول لدى السجناء المسلمين، الذين أبدوا استياءهم من هذا الموقف". وقال جيريمي رايت، وزير الدولة بوزارة العدل، للشبكة البريطانية: "ما جرى غير مقبول بالمرة.. يجب أن تفتح مصلحة السجون تحقيقاً عاجلاً في الأمر، فهو انتهاكٌ خطيرٌ لحق هؤلاء السجناء". وأضاف قائلاً: "نحن نأسف أسفاً شديداً لهذا.. مما لا شك فيه أن هذا الاكتشاف تسبّب في ألمٍ نفسي كبيرٍ لأولئك السجناء المسلمين الذين تأثروا من جرّائه؛ لكننا سنفعل كل ما في وسعنا لحل المشكلة وضمان عدم تكرارها، وعلى المصلحة أن تطلع كل السجون البريطانية على هذا الاكتشاف حتى يتم وقف التعامل مع تلك المنتجات فوراً". وأشارت "بي بي سي" إلى أن وزارة العدل اكتشفت هذا خلال إجرائها اختباراتٍ على اللحوم، عقب ما كشف عنه عددٌ من الصحف ووسائل الإعلام من بيع شركات منتجات لحوم بقرية ملوّثة بلحم الخيول، وكانت تستخدم في مجموعةٍ من المطاعم الشهيرة هناك. كما نقلت الشبكة عن ديفيد هيث، وزير دولة بوزارة الأغذية والزراعة، قوله: "من حق الفرد أن يعرف ما الطعام الذي يتناوله، وأن يكون موصَّفاً بطريقةٍ صحيحة ويكون له حق الاختيار، لا أن يتم خداعه بتلك الطريقة". في حين قالت جوليت لايون، مديرة مؤسسة خيرية لإصلاح السجون: "هذا خطأ أثار استياءً وحزناً عميقاً لعددٍ كبيرٍ من السجناء المسلمين وأسرهم؛ لذا لزاماً قبل أي شيء أن تقدم وزارة العدل اعتذاراً رسمياً للسجناء المسلمين، وأن توقف المورد الذي أتى بتلك المنتجات عن العمل، وتحقق فوراً في هذا الأمر، وأن تتخذ الإجراءات السليمة لتجنب وقوعه مستقبلاً". وأشارت "بي بي سي" في تقريرها إلى أن المسلمين يشكلون نسبة 12.5 % من مجموع السجناء في بريطانيا، بينما لا تتجاوز نسبتهم في المجتمع ككل 4.8 %.