رغم وعورة الجبال الشاهقة , والأودية والظروف المناخية المتقلبة, وعظم المهمة التي يقوم بها المرابطون من أبناء القوات المسلحة , في مطاردة المتسللين ودحرهم , إلا أنهم أرادوا نيل الحسنيبن الجهاد في سبيل الله , للدفاع عن اشرف بقاع الأرض , وصيام العشر من ذي الحجة , فعلى الشريط الحدودي بين السعودية واليمن يقف جنود الوطن صائمون فوق جبل دخان ، ينتظرون الشهادة وهم صائمون منذ بداية العشر من ذي الحجة. أيديهم تمسك بالسلاح وألسنتهم تلهث بالدعاء بالنصر أوالشهادة , فقد نذروا أنفسهم لنصرة الوطن ,وقفوا شامخين فوق جبل دخان ورميح . يُرفع آذان الفجر فيمسكون عن الأكل ويعلنون الصيام ويرفعون أصواتهم بالشهادتين يطلبون النصر أوالشهادة وهم صائمون ، مواقف رصدتها "سبق" من الشريط الحدودي لأولئك الجنود البواسل, الجنود الذين تعددت مهامهم ، واختلفت ألوانهم وأجسادهم منهم قوي البنية ومنهم النحيل وقفوا بكل قوة وصبر ، فوق الجبال وفي بطون الأودية ، نيران رشاشاتهم تقتل كل متسلل عبر الحدود, وكل خائن يحاول النيل من امن الوطن. ومع كل طلقة رشاش يرتفع صوت التهليل والتكبير في الميدان ، ورغم شدة الحرارة إلا إنهم مصرون على إكمال صيام العشر , وفي أوقات الصلاة ترى صفوفهم متراصة ، عندما يرتفع الأذان هناك من يحرس وهناك من يصلي وعند الغروب يرفع المؤذن لصلاة المغرب يتوجه كل واحد منهم نحو زميله حاملا معه التمر والماء ويردون الدعاء بالنصر وأن يمنحهم النصر أو الشهادة وهم صائمون .