قالت صحيفة "الأوبزرفر" البريطانية، الأحد، إن تجارة تهريب السجائر عبر صحراء إفريقيا تغذي نمو عنف الجماعات الإسلامية، وظهرت نتائجها في العملية الإرهابية الأخيرة في الجزائر، وأن مستر "مارلبورو" هو مَن يقود هذه الجماعات. وتقول الصحيفة: إن الكتيبة التي يقودها الإسلامي الجزائري مختار بلمختار، والتي تحمل اسم "الموقعون بالدم" وتستلهم فكر تنظيم القاعدة هي التي نفذت أخيراً الهجوم على منشأة لمعالجة الغاز في عين أميناس بجنوب شرقي الجزائر. وترى الصحيفة أن اسم بلمختار كان على مدى سنوات عدة مجرد عنصرٍ ثانوي في تقارير أجهزة الاستخبارات الغربية بشأن الوجود المتعاظم للجماعات الجهادية في منطقة الصحراء الكبرى. وتضيف "الأوبزرفر" أن بلمختار حارب في صفوف الجماعات الإسلامية خلال الاحتلال السوفيتي لأفغانستان، ثم انتقل لاحقاً إلى صفوف الجماعة الإسلامية المسلحة التي تشكلت في الجزائر بعد إلغاء نتائج الانتخابات البرلمانية هناك في أوائل التسعينيات من القرن الماضي، قبل أن يصبح قائداً في الفرع المحلي لتنظيم القاعدة المحلي المسمّى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. وكان بلمختار يطمح دئما إلى أن يضطلع بدورٍ أكبر. وتتابع الصحيفة قائلة إن بلمختار سبق له أن خطّط عام 2003 لاختطاف 32 سائحاً أوروبياً ثم نجح في الحصول على فدى مقابل الإفراج عنهم. وأتاحت له الأموال التي حصل عليها آنذاك بدء تجارة رائجة في منطقة الصحراء الكبرى وعلى طول طريق الملح الممتدة على طول 2000 ميل التي يستخدمها الطوارق في نقل البضائع من السواحل الغربية للقارة الإفريقية حتى مدينة تمبكتو في مالي ثم نقلها إلى النيجر ومن هناك إلى جنوبالجزائر التي تعتبر بوابة إلى منطقة البحر الأبيض المتوسط. لكن بلمختار الذي أقام علاقات مصاهرة مع زعماء الطوارق، نجح في تكوين ثروة بفضل تجارة تهريب السجائر التي تفوق قيمتها الإجمالية في منطقة شمال أفريقيا مليار دولار أمريكي. ومن ثم اكتسب لقبا هو "السيد مارلبورو" في إشارة إلى ماركة سجائر مارلبورو الشهيرة. يقول عنه مورتن بواس، وهو باحث أول في جامعة أوسلو ومحرّر كتاب متخصّص في رصد نشاط المقاتلين الإسلاميين بمنطقة الصحراء الكبرى "يُعرف عموماً بأنه أحد العناصر الأكثر براغماتية، ويهتم أكثر بملء جيوبه بالمال أكثر من اهتمامه بالجهاد". وفي سياق ذي صلة، تقول صحيفة " الصنداي تلغراف" إن قوافل تهريب المخدرات في الصحراء تموِّل تنظيم القاعدة. وتسلط في هذا الاطار الضوء على ملايين الدولارات التي يجنيها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي والجماعات المتشدّدة الاخرى المتحالفة معه كل عام بتأمين الحماية الأمنية لقوافل مهرّبي المخدرات عبر الصحراء. وتقول الصحيفة إن المسلحين يستفيدون من التجارة التي تشهد توسعاً هائلاً منطلقة من عصابات أمريكا الجنوبية التي توجّه منتجاتها إلى الأسواق الأوروبية عبر إفريقيا. وترى الصحيفة أن مع خضوع الطرق القديمة التقليدية التي تعبر منطقة البحر الكاريبي إلى الحراسة المشدّدة، بدأ تهريب الكوكايين بشكلٍ متزايدٍ على متن قوارب وطائرات إلى منطقة غرب إفريقيا الفقيرة. وتقول الصحيفة إن عدداً من الحكومات يعتمد عملياً على أموال بارونات المخدرات. ثم يتم نقل هذه المخدرات شمالاً ومنها نحو أوروبا عبر مالي ومناطق أخرى تسيطر عليها القاعدة في بلاد المغرب وجماعات إسلامية أخرى. وتقول الصحيفة إن هذه الجماعات تتقاضى نحو ألفي دولار عن كل كيلو جرامٍ واحدٍ من المخدرات وقد بات التنظيم يملك خبرةً واسعةً في تهريب هذه المادة.