أكد الفنان المعتزل اللبناني فضل شاكر أن اعتزاله الفن لا رجعة فيه، مشيراً إلى أنه جاء توبة لله - عز وجل- ثم نصرة للرسول - صلى الله عليه وسلم - نافياً أن يكون هناك أي أبعاد سياسية أو غيرها للقرار. جاء ذلك خلال استضافته مع الشيخ أحمد الأسير في برنامج "لقاء الجمعة"، الذي يقدمه الإعلامي عبدالله المديفر، وتعرضه قناة روتانا خليجية.
وأوضح الفنان السابق أن ما دفعه للاعتزال وحرك التوبة فيه الرسوم المسيئة للرسول - صلى الله عليه وسلم -.
وقال: "الموسيقى حرام، وأنا اعتزلت الفن بشكل كامل"، ودلل بعدم مشروعية الغناء بأنه يثير الرجال على النساء.
وأكد فضل شاكر أنه سيتجه للأناشيد الدينية، واصفاً قلوب الوسط الفني بالقلوب السوداء، أنه ليس هناك نظافة في التعامل بين الفنانين.
وقال: "أنا وصفته منذ زمن بالوسط السيئ؛ هناك حقد بينهم، أنا أصدقائي في الوسط قليلون، وهم النظفاء منهم فقط".
وأكمل "قرار الاعتزال توبة إلى الله، وقرار نهائي؛ لم أعد أطيق سماع الموسيقى، لو يملكونني الدنيا لن أعود للفن".
وأضاف "أحس الآن بمتعة وسعادة لم أرهما في مشواري الفني، أنا راضٍ وفرحان الآن كثيراً، كنت أصلي ولم أسئ لأحد، ولكن كنت أحس بأنني بعيد عن الدين".
الشيخ أحمد الأسير، الذي كان له تأثير على توبة الفنان فضل شاكر، شارك بالحديث، وقال: "الصوت الجميل ممدوح في الإسلام، إنما قضية الفن أنه لا بد من النظر إلى ما تهدف رسالته".
وعاد الفنان السابق للحديث قائلاً إنه تمنى أن يصبح داعياً إلى الله، كما طلب فضل شاكر إنهاء عقده مع روتانا بالتراضي، مؤكداً أنه لا يريد أي أموال.
وعن الأحاديث التي راجت حول توبة الفنان وتحوله إلى داعية وتأثير الشيخ الأسير عليه، وما أُطلق من عبارات بأنه تحول لمتطرف، قال الشيخ الأسير: "دأب المفسدون على التأثير في المصلحين منذ القدم، وأرفض وصفنا بالتطرف، وعلى من يدعيه أن يثبته أو يعرّف التطرف.
الصوت العذب يمكن الاستفادة منه في الدعوة إلى الله أو معصية الله". من جانبه قال فضل شاكر: "أتمنى من جمهوري أن يحس بالمتعة التي أحس بها بالتقرب إلى الله وللدين والصلاة؛ لأن الدنيا فانية".
وأضاف "أهلي مؤيدون لقراري، أقسم بالله العظيم أني لم أستغل أموالاً من قطر والسعودية لإعطائها للشيخ أحمد الأسير، لحيتي من السُّنة، وليلة رأس السنة قضيتها مع شيخي".
الشيخ الأسير تحدث عن صعوبة وضع الطائفة السنية في لبنان، مشيراً إلى أن وضعها انكشف بعد وفاة توفيق الحريري.
وكشف الشيخ أنه مستهدف، وعن تقدمه للجهات الأمنية بطلب حمايته والمسجد بيّن أنه سيطلق قناة فضائية للطائفة السنية، وقال إنهم مُنعوا من تسمية المساجد باسم السيدة عائشة.
وفي تعليقات على أهم أحداث الأسبوع الماضي قال الشيخ الأسير بخصوص القمة الاقتصادية التنموية بالرياض: إن العالم الإسلامي كله ينتظر من قادة العرب مواقف مهمة في القضية الفلسطينية وقضايا أخرى.
وأضاف "لو بقي بشار الأسد سيبقى الوضع كما هو، وفي حال مغادرته سيكون هناك أريحية".
فضل شاكر برر من جهته مشاركته في الاعتصامات بأنها نتيجة لما يشاهَد من مجازر وقتل للأطفال وتدمير للمساجد واغتصاب للنساء وانتهاك للأعراض.
وأضاف "والله، هذه المجازر لم أشاهدها بالتاريخ، حتى شارون لم يرتكبها، بينما نرى الظالم الفاجر بشار الأسد لم يترك سلاحاً لم يستخدمه ضد المسلمين، خلتنا نتحرك، ونحن مقصرون، أنا وجهت نداء لحكام العرب ولكل إنسان يخاف الله وعنده دين وكرامة، لابد من تدعيم إخواننا السوريين أولاً بالسلاح، أنا اتصل بي البعض بأن هناك مساعدات من قطر والسعودية لا تصل؛ حيث تصل لأناس ليس لديهم أمانة ولا دين ولا شرف؛ حيث يتاجرون بالمساكين النازحين في لبنان، الفلوس التي يستلمونها يشترون بها مواد غذائية فاسدة وتوزَّع للنازحين".
وكشف عن دعمه للثورة السورية، وقال: "لا أخاف، وأتمنى الشهادة، لن يخوفني بشار الخنزير ولا حلفاؤه في لبنان، بفضل الله زال الخوف من قلبي، وأتمنى الشهادة".
وعاد فضل شاكر للحديث عن الفنانين بأن هناك بعض الفنانين الكبار ليسوا قدوة "حيث سمعت حديثهم عن مواقفي، واستصغرتهم كثيراً، ولا أريد التسمية، هم جماعة (...)".
وعن إعلان الفنان خالد عبدالرحمن في التقرير الذي نشرته "سبق"، عن طريق الزميل عبدالعزيز العصيمي، إصدار أول ألبوم إنشادي، وعن نيته ترك الغناء ورفضه أن يكون ابنه مطرباً، علق فضل شاكر قائلاً: "أنا كنت من متابعي خالد، وأحبه، وأتمنى من الله أن يهديه ويثبته، ويعجب باتخاذ قرار الاعتزال؛ لأنه لن ينفعه الفن. البارحة اتصل بي شيخ بالمصادفة، وقال إنه يحضّر لعمل أناشيد إسلامية لخالد عبدالرحمن، هل تود مشاركتنا؟ فقلت يشرفني".
وأضاف "أنا موجود في مسجد بلال بن رباح، من أراد من الفنانين التواصل أرحب به".
وكشف الفنان عن تصريفه جميع الأموال والعقارات التي تحصل عليها من الفن؛ لأنها عديمة البركة، داعياً لعدم سماع أغانيه، قبل أن يختم اللقاء بأنشودة دينية.