قال مصدر أمني جزائري إن 30 رهينة، بينهم سبعة أجانب على الأقل، قُتلوا أمس الخميس حين اقتحمت القوات الجزائرية محطة غاز صحراوية استولى عليها متشددون إسلاميون. وأضاف ل"رويترز": الرهائن القتلى بينهم ثمانية جزائريين ويابانيان وبريطانيان وفرنسي واحد. ولم تتضح جنسيات باقي القتلى. وقالت مصادر لوكالة نواكشوط للأنباء إن زعيم حركة أبناء الصحراء للعدالة الإسلامية، وهي حركة من أبناء الولاياتالجنوبيةالجزائرية، يدعى "لمين بشنب"، المكنى ب"الطاهر"، قُتل خلال محاولة الجيش الجزائري تحرير عدد من الرهائن الغربيين في منشأة لتكرير الغاز في عين أمناس جنوب شرق الجزائر، كما قُتل معه عدد من الخاطفين، بينهم قائد المجموعة "أبو البراء الجزائري"، والموريتاني عبد الله ولد أحميدة، المكنى ب"الزرقاي". وكشفت مصادر في كتيبة "الموقعون بالدماء" عن جنسيات عناصرها المشاركين في العملية، وهم: من الجزائر ومصر والنيجر ومالي وموريتانيا وكندا. وقالت المصادر: إن الخاطفين لم يكونوا ينوون المغادرة بالرهائن الذين قُتلوا خارج مبنى المركب الصناعي، وإنما كانوا بصدد نقلهم في سيارات تابعة للشركة من مجمع سكن العمال إلى المصنع؛ حيث تحتجز مجموعة أخرى من الخاطفين عدداً من الرهائن، قبل أن تقوم مروحيات الجيش الجزائري بقصف السيارات وقتل من بداخلها من الرهائن والخاطفين. وكشف المتحدث باسم كتيبة الملثمين أن الكتيبة التي نفذت العملية كانت جاهزة منذ نحو شهرين؛ لأنهم كانوا يدركون جدياً حسب قوله نفاق النظام الجزائري ومخابراته، وأنه سيكون شريكاً لفرنسا في حربها على أزواد. وأضاف بأنهم مع تقديرهم لمعاناة الشعب الجزائري فإنهم يعدون النظام هناك بالمزيد من العمليات. وأضاف: "ندعو الجزائريين إلى الابتعاد عن مقار الشركات الأجنبية، وسنأتيكم من حيث لا تحتسبون". وأكد أن تنظيمه جهز عدداً من السرايا للقيام بمهام مماثلة، سيتم تنفيذها في الوقت الذي يحددونه هم، "ما لم يتوقف العدوان على أزواد". وأكد وزير الاتصال الجزائري محمد السعيد الخميس أن مكافحة الإرهاب ستكون بلا هوادة. وقال الوزير لقناة "كنال الجيري": "نقول في مواجهة الإرهاب أمس كما اليوم وغداً، إنه لا تفاوض مع الإرهابيين، ولا مساومة ولا هوادة في مكافحة الإرهاب". مضيفاً بأن "الموقف الجزائري معروف منذ أمد". ووصف الوزير الاعتداء الإرهابي على الموقع الغازي بتيقنتورين "ان امناس-ايليزي"، الذي تلاه احتجاز الرهائن من عمال جزائريين وأجانب، بأنه "محنة جديدة تلم بالشعب الجزائري". ولاحظ أن "هذه المحنة تحمل صبغة جديدة هذه المرة؛ إذ يتعلق الأمر باعتداء صادر عن تنظيم إرهابي متعدد الجنسيات ضد الشعب والدولة الجزائريين". وأوضح أن أهداف هذا الاعتداء "واضحة"، وتتمثل في زعزعة الجزائر وإقحامها مباشرة في الحرب التي تدور رحاها حالياً في مالي. واسترسل الوزير "لن يتمكنوا من تحقيق مآربهم" مطمئناً بأن "قوات الجيش الشعبي الوطني" بالمرصاد للدفاع عن الحدود البرية للبلد. وأضاف الوزير قائلاً إن الهدف من هذا الاعتداء الإرهابي يتمثل أيضاً في تحطيم الاقتصاد الوطني "الذي يتوقف بنسبة 98 في المائة على صادرات المحروقات"، موضحاً أن "ان أمناس تمثل قطباً مهماً في هذا المجال". وكرر الوزير "لن يتمكن الإرهابيون من تحقيق مآربهم بفضل عزيمة الجزائريين في الدفاع عن دولتهم واقتصادهم والبقاء متضامنين أمام هذه الحملة الإرهابية التي اتخذت شكلاً جديداً متعدد الأجناس، يضم تجار المخدرات". ودعا الجزائريين إلى توخي اليقظة والوقوف كرجل واحد من أجل الحفاظ على استقرار البلد واستقلاله و اقتصاده.