أعلنت مجموعة مرتبطة بتنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" اليوم الأربعاء، أنها تحتجز 41 رهينة غربياً من عشر جنسيات مختلفة، بينهم سبع رهائن أمريكيين. وأقرت وزارة الداخلية الجزائرية في بيان أن الهجوم الذي نفذته مجموعة مسلحة على قاعدة نفطية بجنوب البلاد اليوم الأربعاء؛ أسفر عن مقتل رعية أجنبية واختطاف آخرين - لم يحدد عددهم - وإصابة ستة بين رجال أمن وعمال.
وقال متحدث باسم مجموعة تطلق على نفسها اسم "كتيبة الملثمين" التي يقودها خالد أبوالعبّاس الملقّب ب"لمختار" والمعروف ب"الأعور"، في اتصال مع وكالة نواكشوط للأنباء (ونا) التي لديها علاقات بالإسلاميين في المغرب العربي: إن "كتيبة الموقعين بالدم التي نفذت العملية صباح اليوم الأربعاء، تمكنت من إحكام السيطرة على مجمع تابع لمنشأة نفطية بمنطقة عين أمناس الجزائرية، يضم سكناً مخصصاً للأجانب".
وأضاف المتحدث أن المجموعة تمكنت من احتجاز 41 رهينة غربياً من تسع إلى عشر جنسيات مختلفة، بينهم سبع رهائن أمريكيين.
وذكر أن: "العملية تأتي رداً على التدخل السافر للجزائر وفتح أجوائها أمام الطيران الفرنسي لقصف مناطق شمال مالي"، معتبراً أن "مشاركة الجزائر في الحرب إلى جانب فرنسا، خيانة لدماء الشهداء الجزائريين الذين سقطوا في محاربة الاستعمار الفرنسي".
وأكد المتحدث باسم "جماعة الملثمين": أنه "جرى التحضير للعملية منذ وقت؛ نظراً للتأكد من مشاركة الجزائر في الحرب"، واصفاً رفضها السابق للحرب بأنه "مجرد تشدق". وتبنّت المجموعة في وقت سابق الهجوم على المنشأة التابعة لشركة "بريتيش بتروليوم" البريطانية بمنطقة "عين أمناس" في الجزائر واحتجاز خمس رهائن غربيين.
وأبوالعبّاس هو من أوائل مَن دخلوا إلى منطقة الصحراء في الشمال المالي، وأسّس مؤخراً كتيبة "الموقّعون بالدم"؛ لاستهداف مصالح الدول التي تشارك في الحملة العسكرية على شمال مالي. وكانت تقارير ذكرت في الآونة الأخيرة أن "كتيبة الملثّمين" قرّرت الانفصال عن تنظيم "القاعدة".
وتتزامن العملية مع التطورات الأخيرة في مالي، حيث أعلنت الجزائر أنها سمحت لطائرات حربية فرنسية بعبور أجوائها لضرب معاقل الجماعات المتشددة في شمال مالي، وهو ما اعتبر تغيّراً كبيراً في الموقف الجزائري الداعي - دائماً - إلى إيجاد حل للأزمة المالية عبر الحوار والوسائل السلمية.
وذكرت وزارة الداخلية الجزائرية في بيان أن: "مجموعة إرهابية مدججة بالسلاح كانت تستقل ثلاث سيارات هاجمت اليوم الأربعاء، في حدود الساعة الخامسة صباحاً قاعدة حياة تابعة لسوناطراك في تيقنتورين، قرب عين أمناس الواقعة على بعد حوالي 100 كم من الحدود الجزائرية الليبية".
وأضاف البيان أن: "الاعتداء استهدف أولاً حافلة عند خروجها من هذه القاعدة، وهي تقل أجانب نحو مطار عين أمناس" الواقعة في ولاية إيليزي على بعد 1600 كيلو متر جنوب شرق العاصمة الجزائرية.
وأشار البيان إلى مقتل رعية أجنبية خلال الهجوم على الحافلة، وجرح ستة آخرين، بينهم أجنبيان وأربعة من رجال الأمن. وأضاف أن: "ركاب الحافلة بمن فيهم الجرحى وصلوا إلى مدينة عين أمناس وتم التكفل بهم من طرف السلطات المحلية".
وذكر البيان أن: "الجماعة الإرهابية توجهت بعد هذه المحاولة الفاشلة إلى قاعدة الحياة، التي هاجمت جزءاً منها، واختطفت عدداً غير محدد من العمال، من بينهم رعايا أجانب"، لكنه لم يحدد عددهم. وقال البيان إن: "قوات الجيش الوطني الشعبي ومصالح الأمن، وصلت إلى عين المكان، واتخذت على جناح السرعة كافة الإجراءات؛ بقصد تأمين المنطقة، وإيجاد حل سريع لهذا الوضع الذي يبقى محل متابعة عن قرب من طرف سلطات البلاد".