صرخته الأولى بدت وكأنها نشيدُ يعزف في آذان كل من حضر ولادته، الطفل عبد الله محمد عبده مجرشي، وجهه الطفولي وملامحه البريئة أعادت الفرحة والبسمة إلى وجوه مئات النازحين في مخيمات الإيواء بجنوب السعودية. فالطفل ، الذي اختار له أهله اسم عبدالله تيمناً باسم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله، ورغم أنه سابع إخوته إلا أن فرحة والده ووالدته بإنجابه فاقت فرحتهما بأول طفل لهما، ورغم الظروف المحيطة بهما إلا أن إستقبال مولودهما الجديد يوم الأربعاء كان له نكهة خاصة فهو أول طفل يولد في مخيم الإيواء في محافظة أحد المسارحة. بشرته السمراء وملامحه البريئة كانت خلطة سحرية جعلت من المهنئين بقدومه يقبلون على حمله واحتضانه، وكأن ولادته جاءت كإشارة مبكرة إلى أن العودة إلى ديارهم باتت قريبة. والد الطفل عبد الله الذي يعمل في إستقبال عشرات المهنئين في خيمته المتواضعة التي حصل عليها بعد نزوحه من محافظة القريبة من الشريط الحدودي، أكد أنه يحمد الله على سلامة زوجته وطفله، معبرًا عن شكره للحكومة السعودية. وأبدى الأب اطمئنانه بمستقبل أطفاله السبعة، راجيا من الله أن تكون عودته إلى قريته وبيته في قرية الخوبة قريبا. وكانت معسكرات الإيواء استقبلت على الشريط الحدودي الجنوبي في منطقة جازان أكثر من 7 آلاف نازح من القرى والهجر ، وتم إيواؤهم من خلال المعسكر “الضخم" الذي أقامته إدارة الدفاع المدني في الموقع.