ناقش برنامج "الرئيس" الذي يُبث على "لاين سبورت"، وترعاه "سبق" إلكترونياً، في حلقته الأحد الماضي، قضية أزمة تثبيت المعلمات البديلات المستثنيات، وقضية تأخُّر توظيف الخريجات القديمات في حلقة عُنونت ب "الجهد الضائع". الحلقة بدأت باستعراض تقارير صحفية عن مطالبات البديلات المستثنيات بتطبيق الأمر الملكي القاضي بتثبيتهن، وتقرير حمل عنوان "الخريجات القديمات: هل نهاجر بحثاً عن وظيفة". وعرضت الحلقة لقاءات مع البديلات المستثنيات، سمع بكاء بعضهن من القهر، وانتظارهن الطويل لشمولهن بقرار التثبيت الذي استثناهن دون أي مبررٍ منطقي. وقلن في مجمل أحاديثهن: "لن نسكت يا وزير الخدمة المدنية، في تويتر لا يجيبوننا المتحدثون الرسميون، لماذا التجاهل والاستحقار والفوقية من المسؤولين".
وأضفن: "9 آلاف بديلة ما قدروا يوظفونهن، أجل كيف لو كانت صناعة نووية، كيف يقول وزير الخدمة الأجدر والأفضل، ونحن اختارونا كمعلمات بديلات عبر مفاضلة، نطالب بحقوقنا التي تتمثل في تثبيت جميع البديلات وحقوق سنتين مضت من المماطلة والتجاهل.. أياماً طويلة نجلس بالساعات أمام الوزارات بلا جدوى، الرسول - صلى الله عليه وسلم - أوصى بالنساء خيراً، ارحمونا، الوزارات الثلاث تتعاند ونحن الضحايا". وتابعت البديلات في أحاديثهن قولهن: "في جدارة ظهرت أسماء قريبات، نحن قبلنا بعقود البديلات رغم أنها جائرة، واجهنا أسوأ معاملة من المسؤولين، لا نشحذ، أعمارنا تقدمت وطموحاتنا كبيرة".
وأوضحن: "عندما احتاجوا لنا وجدونا وعندما احتجنا لهم تجاهلونا، بعضنا أدار مدارس وتسلمن شهادات شكر، والبعض الآخر تعرّض لحوادث مرورية والنتيجة لا شيء".
واختتمت البديلات شكواهن قائلات: "نرفض جدارة، لنا أمر ملكي نطالب بتنفيذه، نريد التثبيت الفوري". من جهتهن تحدثت الخريجات القديمات، وبعضهن يجهش بالبكاء قائلات: "نحمل البكالوريوس ولا ينظر في شهاداتنا، بعضنا لا يجد لقمة العيش، أزعجونا بتربويات وغير تربويات، درسنا مثل التربويات 4 سنوات وننتظر الوظائف من 20 سنة".
وواصلن الكلام: "الوزارات لا تنظر إلينا، وظائف الخدمة لمَن لديهن واسطات، حتى حافز ما صرفوه لنا، الاحتياج المعلن ضئيل، رغم أن المدارس فيها احتياج كبير". الدكتور عبد الله الناهسي المستشار الأكاديمي والمهتم بالقضايا الحقوقية استهل حديثه في الحلقة مقدماً التعازي لبديلة تُوفيت قبل أيامٍ قليلة، ثم تحدث عن البديلات ونظام عملهن، ومدد عقودهن، وقسوة بنودها. وقال: "جدارة جاء ليلغي جهد سنوات، اللجنة الثلاثية جاءت لإبعاد الأنظار عن القضية الأساسية، واللجنة قائمة على تشتت وازدواجية في القرارات والوزارات الثلاث لا تفهم بعضها بعضا". وأضاف في تعليقٍ على حديثٍ لعضو مجلس الشورى المستشار أحمد مفرح: "مجلس الشورى مجرد شكل وبريستيج، وتوصيات فقط واللجنة الثلاثية تعمل بعيداً عن المجلس". وأكّد بقوله: "الملك وجّه بتثبيت الجميع من موظفات بنود وبديلات وخريجات كليات متوسطة ومعاهد، وحسم القضية، أما القديمات ففي قضيتهن إشكالية ارتكبتها الخدمة المدنية ووزارة التربية والتعليم ولا أعتقد أن تحل قضية القديمات إلا بإعادة تنظيم نظام التعيين ومن الأمور المحزنة ونتاج هذه التخبطات، يوجد حالياً أم وابنتها تتنافسان على مقعد واحد". وكشف الناهسي عن أن اللجنة الثلاثية التي تتدارس قضايا الكثير من الخريجات كان من المفترض أن تجتمع الأسبوع الجاري ولكن تأجل اجتماعها لانشغال وزارة المالية بالميزانية. محمد الضبعان المحامي والمستشار القانوني لبرنامج الرئيس، قال في حديثه عن القضايا: "الإشكالية إشكالية تخبُّط، الأمر السامي واجب النفاذ، المسؤولين في الوزارات الثلاث أصبحوا في حيرة، لا يستطيعون الخروج بشفافيةٍ ويعتذرون بعدم تطبيق الامر السامي، لو كان هناك رجلٌ رشيدٌ لتم وضع آلية من البداية كان المفترض تطبيق العدالة والجدارة، ولكن ما حدث هو تخبُّط وزارات". وقال: "بعد بدء الخطوات اتضح أنها دون عدالةٍ وجدارةٍ كون مَن تم توظيفهن، لو دققنا لوجدناها أكبر من كارثة جدة، تعيينات بالواسطة". وأشار الضبعان إلى أن القضية لها سلبياتٌ كبيرة في المجتمع، مبيناً أن سببها يعود إلى سوء تخطيط وتدبير وعدم قدرة المسؤول على الخروج والقول "ما عندكم أحد ولا أقدر أسوي شيئاً". وأضاف الضبعان: "جلوس الخريجات أمام الوزارات كارثة، الوقت تغيّر والبشوت خلاص انتهت، الصوت يسمعه أكبر منك أيها المسؤول، أعط المواطن الاحترام، أنت أضعف من أن توظف، لا أرى في النفق نوراً بلجنة أو لجنتين، وزراء الرعيل القديم سيذهبون قريباً بإذن الله، هناك وزراء شباب في الطريق. وذكر الضبعان أنه تمكّن من نقل زوجته بالواسطة بعد سنواتٍ من المطالبات"، مشيراً إلى أن الواسطة منتشرة في كل مكان. البرنامج استعرض مقطع فيديو لخريجةٍ جامعيةٍ تقوم بإحراق شهاداتها بعد انقطاع الأمل بالوظيفة، وعلق على المقطع الدكتور الناهسي قائلاً: "ما يحدث له تبعاتٌ اجتماعية ووطنية وأمنية خطيرة، سيُساءل المسؤول يوم القيامة عمّا يحدث". وكان مقدم البرنامج الزميل صلاح الغيدان قد أكد مخاطبة الوزارات الثلاث للمشاركة في البرنامج، مشيراً إلى أن وزارة المالية وصلها الخطاب ولم ترد، فيما كان رد وزارة الخدمة المدنية بأنهم لا يستطيعون المشاركة كون اللجنة الثلاثية مرجعها الملك. وقال الغيدان "وزارة التربية والتعليم تجاهلت عمداً، أرى أن هذه الجهات تداري شيئاً لا يُعرف قد يكون فساداً أو أنهم مستهترون بالقضايا أو ليسوا أصحاب كفاءة".