يتباشر الشعب السعودي خلال السنوات الأخيرة ، بإعلان ميزانيات مالية ضخمة للدولة ، تتنافس فيما بينها حتى وصلت إلى أرقام قياسية وتاريخية لم يسبق تسجيلها في تاريخ المملكة ، آخرها الميزانية التاريخية التي أعلنت قبل يومين وسجلت إيرادات فاقت 1.2 تريليون ريال وفائض وصل إلى 386 مليار ريال. الملفت للنظر مع إعلان هذه الميزانيات ، هي ردود أفعال أبناء الوطن من جهة ، ومن الجهة الأخرى تصريحات الوزراء الذين يكرر عليهم خادم الحرمين الشريفين بعد كل ميزانية مسؤوليتهم عنها، ويجد المتابع أن تصريحات الوزراء ووعودهم المتكررة ، لا ينعكس لها إيجابيات تذكر على أرض الواقع.
الكثير من المواطنين بعد إعلان كل ميزانية ، يتساءلون عن جدوى سابقتها على أرض الواقع لكي يتفائلوا بأثر الجديدة المعلنة ، مؤكدين بأن هذه الأرقام لو ترجمت وفق توجيهات ولاة الأمر ، وصدقت معها وعود الوزراء لحققت إيجابيات يلمس أثرها الجميع في فترة وجيزة.
مليارات تُضخ ومشاريع تُعطل والمواطن يردد "ما شفنا شيء" يقول مواطنون أنه وبعد كل ميزانية تعتمد مئات المشاريع بمئات المليارات ، رغم أن سابقاتها من المشاريع معطلة ما بين تعثر وتأخير ، مشيرين إلى أنه من المفترض أن تقل النفقات في كل ميزانية كون النفقات التي صرفت في السنوات السابقة تكفي لإنشاء بنية تحتية كافية ، ولكن ما يحدث هو العكس حيث ترتفع في كل عام النفقات ويقابل ذلك ضعف الجدوى الفعلية على أرض الواقع.
في الجهة الأخرى ، يستغرب المتابع ، تصريحات ووعود الوزراء التي تطلق بعد كل ميزانية حيث تتكرر كل عام ولا يختلف فيها سوى كلمات معدودة وأرقام الميزانية وتاريخها ، فيما لا يجد المواطن على أرض الواقع تطور جذري فيما يقدم له من خدمات.
تصريحات الوزراء بعد الميزانيات: تعديل صياغة وتبديل تواريخ!! وفي استعراض بسيط ، يرى المتابع أن قطاعي التعليم والصحة التي تصرف عليها أكثر نسبة من الميزانية كل عام ، تعاني . فالمباني التعليمية التي تصرف عليها المليارات تعاني من ملاحظات عدة ، ولا تزال مدارس في مناطق عدة مقراتها مباني مستاجرة ، وطلاب وطالبات يتعلمون على كراسي وطاولات بالية في بعض المدارس وشكاوى المعلمين من عدم صرف بعض مستحقاتهم وغيرها من الملاحظات. من جهتها، ليست نظيرتها وزارة الصحة بأحسن حال حيث تعاني الخدمات الصحية من النقص حسب إعلان وزير المالية في حديث تلفزيوني بخلاف الكثير من المشاريع الصحية المتعثرة والمتأخرة.
في المقابل يجد المتابع أن وزراء الخدمة المدنية والعمل والإسكان أكدوا بأن الميزانية السابقة ستفتح فرص العمل للمواطنين والمواطنات، وتدعم مشاريع الإسكان ولكنه ورغم مرور عام كامل لا زال الكثير من أبناء وبنات الوطن ما بين عاطلين وباحثين عن وظائف، وتثبيت، وأزمة السكن مستمرة مع تأخر وتعثر في المشاريع!
"سبق" رصدت مقطفات من تصريحات عدد من الوزراء في أعقاب إعلان ميزانية 2012 التاريخية العام الماضي ووعودهم، ومقارنتها مع تصريحاتهم التي أطلقوها هذا العام، حيث يجد المتابع تشابه كبير فيما بينها وعدم فاعليتها بالشكل المنتظر على أرض الواقع..
تصريح وزير المالية في ميزانية 2012 : "إن الميزانية الجديدة للعام 1433 – 1434 ه امتداد للميزانيات السابقة فيما يتعلق بتنفيذ مشاريع خطط التنمية المقرة وركزت على المشاريع والقطاعات الرئيسة سواء أكان في البنية التحتية أم في القطاعات الاجتماعية والتعليم وغيرها. الى ان قال الميزانية مستمرة في إعطاء أهمية خاصة للقوى البشرية ما خصص للتعليم بجميع قطاعاته في الميزانية القادمة يشكل حوالي 24 % من مخصصات الميزانية من جميع الاعتمادات في الميزانية. وحول برامج تنويع وتعزيز مصادر الدخل غير البترولية قال "إن زيادة الإيرادات غير النفطية يعتمد على تنويع القاعدة الاقتصادية هذا جانب والجانب الآخر طبعا أن قطاع النفط هو المصدر الرئيسي لإيرادات الدولة لمدة طويلة فالقطاع النفطي سيستمر في ثقله إن شاء الله على الأقل كنسبة ولكن كأهمية سوف يستمر. بالنسبة للإيرادات غير النفطية هذه كذلك نجد فيها نموا جيدا. وحول تنفيذ المشروعات قال وزير المالية "حجم المشاريع الهائلة التي نفذت خلال السنوات القليلة الماضية أوجدت الضغوط سواء على الجهات الحكومية أم قطاع المقاولين" وأرجع التأخير إلى وجود بعض العوائق لإقامة عدد من المشروعات لأسباب تتعلق بالمقاولين والتصنيف وعدم توفر الموقع وظهور مشاكل في الموقع وغيره من الأسباب الأخرى التي ليس لها علاقة بالاعتمادات وقال أن الاعتمادات تكون كافية وترسى على مقاول".
تصريح وزير المالية في ميزانية 2013: ميزانية هذا العام تأتي امتداداً لخطط التنمية السابقة مع التركيز على القطاعات الحيوية، مثل الصحة والتعليم والبنية التحتية. وأكّد العساف اهتمام حكومتنا الرشيدة بقطاع التعليم كونه الأساس، مبيناً أن المملكة ومن خلال برامج البعثات خطت خطوات متقدمة في هذا الجانب.
واعترف وزير المالية بأن قطاع البترول يُعَد المهيمن على الإيرادات في الدولة بنسبة تصل إلى 90 %، مشيراً إلى أن هناك نمواً في الإيرادات الأخرى وجهوداً لزيادة التحصيل من الإيرادات الأخرى. واعترف وزير المالية بتعثر وتأخر بعض المشاريع، مشيراً إلى أن المشاريع المعتمدة خلال السنوات الأخيرة جاءت بشكلٍ هائلٍ أوجد اختناقاتٍ وقابله تعثرٌ نتيجة اختلاف طاقات المقاولين وبعض العوائق الادارية".
تصريح وزير الخدمة المدنية 2012: أكد معالي وزير الخدمة المدنية الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله البراك أن الميزانية العامة للدولة للعام المالي القادم 33/1434ه تحمل في ثناياها الخير لهذه البلاد ومواطنيها والمقيمين ، وتميزت علاوة على ما بها من زيادة كبيرة مقارنة بالعام المالي الحالي 32/1433ه ، بفتح فرص عمل جديدة للمواطنين والمواطنات والبدء في تثبيت من شملهم الأمر الملكي الكريم القاضي بتثبيت كافة الموظفين والموظفات العاملين على البنود.
تصريح وزير الخدمة المدنية 2013: أكد وزير الخدمة المدنية الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله البراك أن الميزانية العامة للدولة للعام المالي القادم 34-1435ه تحمل في ثناياها الخير لهذه البلاد ومواطنيها والمقيمين فيها، تميزت علاوة على ما بها من زيادة كبيرة مقارنة بالعام المالي الحالي 33-1434ه، بتعزيز مسيرة التنمية وتشجيع البنية الاستثمارية التي من شأنها إيجاد مزيداً من فرص العمل للمواطنين -بمشيئة الله- ودفع عجلة النمو الاقتصادي.
تصريح وزير الصحة 2012: اكد وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعه ان هذا الدعم اللا محدود كان له بالغ الأثر في الارتقاء بمستوى أداء المرافق الصحية وأسهم ولله الحمد في تقديم خدمات صحية ذات جودة عالية ترقى لطموحات ولاة الأمر وتلبي احتياجات المواطنين الصحية، مشيراً إلى أن ميزانية الخير والعطاء تجسد الاهتمام الكبير والحرص الدائم من ولاة الأمر لتوفير سبل العيش الكريم للمواطن السعودي والحفاظ على ثروات ومقدرات هذا البلد المعطاء. وكشف معالي الدكتور الربيعة عن أن عدد المشروعات التطويرية الجاري تنفيذها في الوزارة الجاري طرحها والمعتمدة في ميزانية الوزارة يبلغ ( 195 ) مرفقاً صحياً تشمل ( 5 ) مدن طبية صدر الأمر السامي الكريم بتنفيذها و ( 97 ) مستشفى ما بين تخصصي وولادة وأطفال وصحة ونفسية و( 44 ) مستشفى إعادة بنية تحتية و( 22 ) برجاً طبياً إضافة إلى طرح ( 8 ) مراكز للسكري المتبقية من أصل ( 21 ) مركزاً للسكري،وكذلك طرح ( 11 ) مركزاً لطب الأسنان بالإضافة إلى طرح ( 13 ) مشروعاً مختبرات طبية وبنوك للدم.
تصريح وزير الصحة 2013: أكد وزير الصحة الدكتور عبد الله بن عبد العزيز الربيعة، في تصريح صحفي بمناسبة صدور ميزانية الخير الجديدة للعام المالي 1434/ 1435، أن ميزانية الخير تجسّد الاهتمام الكبير والحرص الدائم من خادم الحرمين الشريفين لتوفير سبل العيش الكريم للمواطن السعودي، والحفاظ على ثروات ومقدرات البلد المعطاء، لافتاً إلى أن الميزانية تحمل في طياتها الكثير من بشائر الخير، وتشمل إنشاء مراكز للرعاية الصحية الأولية في مناطق ومحافظات السعودية، وإنشاء 19 مستشفى جديداً، واستكمال إنشاء وتجهيز 103 مستشفيات جديدة، واستكمال مشاريع خمس مدن طبية، إضافة إلى استلام 29 مستشفى جديداً.
تصريح وزير العمل 2012: قال وزير العمل: إن الأرقام الكبيرة التي تضمنتها الميزانية تجسّد اهتمام قادة البلاد بتعزيز مسيرة التنمية المستدامة في بلادنا الغالية، والرفع من القدرة التنافسية لاقتصادنا الوطني، وتحسين مستوى معيشة المواطن السعودي، مؤكداً أن إن الميزانية الجديدة ستسهم في توفير المزيد من فرص العمل للمواطنين.
تصريح وزير العمل 2013: قال وزير العمل إن الأرقام الكبيرة التي تضمنتها الميزانية تجسّد اهتمام قادة البلاد بتعزيز مسيرة التنمية المستدامة في بلادنا الغالية، والرفع من القدرة التنافسية لاقتصادنا الوطني، وتحسين مستوى معيشة المواطن السعودي وجعله ورفاهيته أولوية أولى. وأضاف بأن الانفاق الحكومي المتزايد سيؤدي بلا شك إلى توفير فرص عمل لائقة ومناسبة لأبناء وبنات الوطن ما سيسهم في الحد من معدلات البطالة.