وقف أبو بدري وسط أنقاض منزله الذي دمرته غارة جوية، قبل ساعتين، يعاين الأضرار، في حين نقب ذووه بين الأنقاض بحثا عن أي أشياء قيمة يمكن انتشالها. وقال الرجل البالغ من العمر 38 عاما وهو يسير على كومة من الخرسانة المدمرة تحت سقف منهار: "علينا أن نعثر على خيمة لنعيش فيها قرب الحدود مع تركيا. ماذا يمكننا أن نفعل غير ذلك؟!".
ومنزل أبو بدري كان ضمن مجموعة تضم ستة منازل على الأقل دمرتهما قنبلتان أسقطتا أمس السبت على أعزاز وهي بلدة، يسيطر عليها المتمردون، بدأت تتعافى للتو من قصف سابق نفذته القوات الموالية للرئيس بشار الأسد.
وقال أبو زياد وهو ناشط من أعزاز إن 11 شخصا على الأقل قتلوا في القصف. وأضاف أنه شاهد مقابرهم الجديدة، التي حفرت للتو في مقبرة قريبة وأضيف 11 اسما آخر إلى 45 ألف اسم وردت أنباء عن وفاتهم في الانتفاضة ضد الأسد المستمرة منذ 21 شهرا.
وقال مسعف محلي رفض الكشف عن اسمه: "عدد الخسائر البشرية ليس واضحا - أخذوا بعض الجرحى إلى تركيا". وتابع "انتشلنا أربعة أطفال قتلى".
وتناثر الدم على الطوب الذي تناثر في المنطقة حول موقع القصف. وكانت دمية طفل على شكل دب ملقاة وسط الأنقاض وأحدثت شظايا ورصاصات فتحات في السيارات القريبة.
وأزاحت جرافة الأنقاض الثقيلة بينما فتش صبية صغار بين الأنقاض بأياديهم أملا في العثور على أناس لا يزالوا على قيد الحياة وسط أطر الأسرة المحطمة والأثاث المحطم.
وقال أبو بدري الذي كان يرتدي سترة سوداء تقيه من البرد "سقطت القنبلة على رؤوسنا". واختفى الباب الخارجي لمنزله وكان ذووه يحملون باب دورة مياه وأكواب للشرب وثلاجة وفرن. وقال إن إربعة أطفال ورجلا مسنا كانوا من بين القتلى.
وسحب جيران أفرشة وأبسطة وملابس من منازلهم وقاموا بحزمها على سيارات نقل لتأخذهم بعيدا عن منازلهم المدمرة إلى أقرب مكان يمكن اللجوء إليه.
قال أحمد (30 عاما) الذي أصيب منزل عمه في الغارة "هناك مدنيون - لا الجيش السوري الحر".
وقال رجل أصيب منزل شقيقته في الهجوم: "كنا نجلس بالداخل فجأة الجميع طاروا في أنحاء المكان". وتابع قائلا: "الله يخرب بيت الأسد".