دخلت "سبق" عالم المدخنين بالباحة وأجرت لقاءات مع عدد منهم بثوا خلالها شكواهم لممارستهم هذه العادة التي وصفوها بأنها "سيئة"، وأشاروا إلى أنهم حاولوا مراراً وتكراراً التخلص من عادة التدخين إلا أن محاولاتهم باءت بالفشل، وطالب بعضهم ومعظمهم من موظفي الدوائر الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص وأيضاً طلاب الجامعة والكليات العامة والخاصة في مناشدة تعد الأولى من نوعها على مستوى منطقة الباحة ومحافظاتها، بضرورة مساعدتهم في الإقلاع عن ممارسة التدخين التي صارت هاجساً مريراً لهم خاصة أنه قد ثبت علمياً بأنه من أكثر العوامل المسببة لمرض السرطان. وقال الطالب بجامعة الباحة فهد العتيبي الذي التقته "سبق" بأحد المقاهي "حاولت الإقلاع عن التدخين مع بداية الدراسة عن طريق التقليل ونجحت بدرجة كبيرة ولكن للأسف الشديد أزداد معدل تدخيني بعد الاختلاط بزملائي الطلاب خاصة الأصدقاء منهم. ولم أستطع التوقف وعدت للتدخين مرة أخرى والسبب أن أغلب طلاب الجامعة يدخنون بشراهة و"الصاحب ساحب" كما يقولون. ولم أجد أحداً يساعدني في الإقلاع. وأشار العتيبي إلى أن ممارسته لهذه العادة بدأت بتدخين سيجارة خارج البيت بعد تناول الوجبة لكن حال ارتفاع أسعار السجائر دون أن يمارس عادة التدخين باستمرار , خاصة أنه من خارج الباحة وأن مكافأته لا تساعده على شرائه، موضحاً أنه ولأجل أن يمارسها أضحى يستعين بالمدخنين من زملائه الذين قال إنهم بالطبع لم يكن يبخلون عليه. وأضاف "بعد ذلك تطور الموضوع إلى أن أصبحت أدخن بداخل البيت ولكني كنت أتضايق تماماً من اشتمام رائحته سواء بالسيارة أو أي مكان آخر". أما فؤاد الزهراني فقد نصح في حديثه ل"سبق" المدخنين بالابتعاد عن الدخان وبالاقتراب من الصحبة الصالحة فهي المرشد الأساسي، مشيراً إلى أن الصاحب السيئ هو من سيقوده إلى عالم التدخين، مضيفاً أنه يجب أن تكون هناك جهات مسؤولة كعيادة مكافحة التدخين لمساعدة الشخص الذي يرغب في الإقلاع عن هذه الممارسة مع ضرورة إظهار بعض الصور التي توضح مضار التدخين، كالصور التي توضع على الشوارع العامة. من ناحية أخرى أوضح فيصل الزهراني أن أحد المقاهي بمحافظة المندق منع الشيشة لأن أغلب مستخدميها من الأطفال والمراهقين، مشيراً إلى أنه أحد متعاطي الشيشة لأكثر من 12 عاماً عاني من صعوبة بالتنفس وعند مراجعته للمستشفى وجد حسبما ذكر أن صورة الأشعة اكتست لوناً أسود من تأثير التدخين. وأضاف "نصيحتي للشباب وأيضاً لكبار السن الذين يرتادون المقاهي لتناول الشيشة بالابتعاد عنها حفاظاً على صحتهم ومراعاة لسنهم. واتفقت مجموعة الشباب على ضرورة أن تكون هناك جلسات تقوم بها عيادة التدخين بالشؤون الصحية بمنطقة الباحة بشكل يومي على أن هذه الجلسات جميع موظفي الدوائر الحكومية والمؤسسات البنكية والقطاع الخاص والجامعات والكليات بمنتزه سياحي أو حديقة عامة طبيعية لتقدم المساعدة المطلوبة من خلال دورات ومحاضرات مكثفة للأشخاص الذين يرغبون في الإقلاع عن التدخين. واقترحوا أن يمنح الطالب المقلع عن التدخين درجات تشجيعية في جميع المواد وجائزة تقديرية من عيادة مكافحة التدخين وتذكرة علاجية لمدة شهره عند سفره للعلاج لأي مستشفى داخل المملكة. أما إذا كان موظفاً فيمنح مرتبة شرف على أن يخصم من راتبه إذا عاد إلى التدخين مرة أخرى. كما اقترحوا أيضا معاقبة المدخنين في الأماكن العامة والمرافق الحكومية وفرض غرامات مالية تحددها الجهات المختصة. من جانبه رأى فهد الزهراني وهو موظف حكومي بأن هذه العيادة سوف تساعد على الإقلاع عن التدخين، مركزاً على ضرورة إقامة معرض للكتاب يخصص جانب منه لمضار التدخين. واقترح الزهراني برنامجاً توعياً يشتمل على محاضرات في الأماكن العامة والمدارس والأسواق على أن تشرف عليه القطاعات الصحية بالتعاون مع القطاعات الحكومية والشركات والمؤسسات. كما اقترحوا أيضاً معاقبة المدخنين في الأماكن العامة والمرافق الحكومية وفرض غرامات مالية تحددها الجهات المختصة.