حذّر مقاتلو المعارضة في سوريا، أمس الجمعة، من أنهم سيستهدفون المطار الدولي بمدينة حلب، بعد إطلاق النار على طائرة ركاب كانت تستعد للإقلاع، في أول هجوم مباشر على طائرة مدنية منذ اندلاع الانتفاضة في البلاد قبل 21 شهراً. وكان هجوم أمس الأول الخميس مؤشراً جديداً على الشعور المتزايد بالثقة لدى مقاتلي المعارضة الذين يشنون هجوماً في محافظة حماة وسط البلاد بهدف كسب أراضٍ في مسعى لقطع طرق إمداد الجيش.
وقال قيادي في المعارضة عرّف نفسه باسم خلدون ل"رويترز" عبر "سكايب": إن قناصة من كتيبة الكفاح المسلح التابعة للواء جند الله الإسلامي أصابوا إطارات الطائرة التابعة للخطوط الجوية السورية وهي من طراز آر.بي 201 أمس الأول.
وأضاف: "كانت طلقات تحذيرية. أردنا إرسال رسالة للنظام بأن كل طائراته العسكرية والمدنية في متناول أيدينا". وقال إن الطائرة لم تتمكن من الإقلاع.
ولم ترد تقارير فورية بشأن الواقعة في وسائل الإعلام الرسمية السورية.
ويتهم مقاتلو المعارضة الحكومة باستخدام الطائرات المدنية لنقل أسلحة ومقاتلين إيرانيين يقولون إنهم يساعدون قوات الرئيس بشار الأسد. وقطع المعارضون الكثير من الطرق إلى حلب أكبر مدن سوريا.
وجعل القتال حول العاصمة السورية الطريق إلى مطار دمشق الدولي غير آمن لحركة المرور. وأوقفت شركات الطيران الأجنبية رحلاتها إلى المطار. وتفيد جداول الرحلات بأن الطائرة آر.بي 201 المتجهة إلى القاهرة عادة ما تقلع من دمشق وليس حلب.
وقال خلدون في إشارة إلى المعارك التي تشهدها حلب منذ يوليو: "ما حدث بشأن مطار دمشق سيحدث في حلب حتى وإن كان الثمن أفدح".
وحث مقاتل آخر المدنيين على عدم استخدام مطار حلب أو رحلات الخطوط الجوية السورية "لأنها ستصبح أهدافاً من الآن فصاعداً".
وحقق مقاتلو المعارضة مكاسب ميدانية في أنحاء البلاد وأعلنوا أمس الجمعة سيطرتهم على بلدة الريحانية في ريف دمشق وعدة بلدات أخرى في حماة.
وتخشى القوى الغربية وبعض دول المنطقة من زيادة خطورة رد فعل الحكومة السورية كلما ازدادت ضعفاً.
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فو راسموسن: إن قوات الأسد أطلقت المزيد من صواريخ سكود واصفاً ذلك بأنه "أفعال نظام يائس يقترب من الانهيار". وأضاف: "أستطيع أن أؤكد أننا رصدنا إطلاق صواريخ من نوع سكود. نأسف بشدة لهذا التصرف".
وذكر مصدر بالحلف أنه تم إطلاق عدة صواريخ سكود داخل سوريا صباح الخميس.
وأظهر مقطع مصور نُشر على موقع يوتيوب ما يبدو أنهم جنود سوريون يطلقون صاروخاً طويل المدى قال نشطاء من المعارضة إنه صاروخ من نوع سكود أطلق الأسبوع الماضي. ولم يتسن التحقق من صحة المقطع المصور أو تاريخ وموقع تسجيله.
وقال راسموسن إن إطلاق صواريخ سكود يبرر قرار حلف الأطلسي إرسال بطاريات صواريخ باتريوت المضادة للصواريخ إلى تركيا عضو الحلف في خطوة انتقدتها كل من سوريا وإيران وروسيا.
وقال للصحفيين في مقر الحلف: "إطلاق الصواريخ أخيراً لم يصب الأراضي التركية لكن بالقطع هناك خطر محتمل، وهذا تحديداً هو السبب الذي جعل الحلفاء في حلف شمال الأطلسي يقررون نشر صواريخ باتريوت في تركيا".
وقصفت القوات السورية بلدة المعضمية جنوب غرب دمشق أمس الجمعة مما أسفر عن مقتل 15 شخصاً وإصابة عشرات آخرين كانوا يحتمون بمجمع سكني.
وقال مراد الشامي من دمشق: "أطلقوا عدة صواريخ على الحي الذي يختبئ فيه مئات الأشخاص. تعجز المستشفيات الميدانية الآن عن استيعاب المزيد من الجرحى. فالأعداد كبيرة".