لم يعد من الصعب الإجابة على السؤال من هو اليهودي مع اختلاط عناصر العقيدة، والقيم ، والعرق ، والجنسية بعد أن أمكن معرفة الإجابة عن طريق المختبر وفق ما ذكرته صحيفة التلجراف البريطانية أمس. وأشارت الصحيفة إلى أن الغالبية العظمى من اليهود الأشكيناز (الغربيين) لا ينتمون إلى أصول يهودية خالصة لأن أجدادهم الذين كانوا يعيشون في أوروبا الشرقية والوسطى اعتنقوا اليهودية دون أن يكون لهم أصول عرقية يهودية، فيما أن الغالبية العظمى من اليهود السفارديم (الشرقيين) الذين يفترض أنهم ينتمون إلى أصول يهودية خالصة لم يعودوا يهودًا بعد إجبار أجدادهم على اعتناق المسيحية بعد انتهاء العهد الإسلامي المتسامح في الأندلس الذي شكل العصر الذهبي للثقافة اليهودية، وبعد تدشين قرن كامل من محاكم التفتيش التي اضطهدت اليهود وأرغمتهم على اعتناق الكاثوليكية. وأشارت التلجراف إلى أن مسحًا لنصف مليون من مواقع متنوعة في أنحاء الجينوم (الخريطة الوراثية البشرية) لعدة مئات من اليهود الأمريكيين والأوروبيين، أظهر فصلاً دقيقًا بين يهودي الديانة ويهودي العرق. وأوضحت الصحيفة أن يهود اليوم الذين هم في أغلبيتهم من الأشكيناز -حوالى 8 ملايين- الذين كان أجدادهم يعيشون في أوروبا الشرقية والوسطى والذين يمثلون الآن الغالبية العظمى من اليهود الأمريكيين، يملك قليل جدا منهم جدات يهوديات (اليهودي حسب التعريف الحاخامي هو المولود لأم يهودية)، وأن حوالى النصف من كل أربع نساء من أولئك الأشكيناز لهن أصول يهودية، بمعنى أنه لا يوجد فقط سوى 2 مليون أشكينازي يمكن أن يكونوا من أصل يهودي. وذكرت الصحيفة أن عدد اليهود (الأشكيناز) في أوروبا وصل عام 1650 إلى 100 ألف ، وأن هذا العدد تناقص بعد ذلك بسبب الاضطهاد، أما يهود «السفارديم» فقد وصلوا إلى أسبانيا والبرتغال على إثر الغزو الروماني للقدس في القرن الثاني الميلادي، ثم طردوا من هناك بعد عودة الحكم المسيحي عام 1492، حيث انتشر العديد منهم بعد ذلك في أنحاء أوروبا والشرق الأوسط والعالم الجديد ، وتوجه عدد كبير منهم إلى تركيا. وأن القليل فقط من اليهود السفارديم تظاهروا باعتناق المسيحية لتجنب إرغامهم على تغيير ديانتهم والاضطهاد والطرد، حيث أشارت الصحيفة بهذا الصدد إلى أن أسرة يهودية في إحدى قرى البرتغال ظلت تحتفظ بديانتها اليهودية سرًا على مدى 500 عام.