اختارت جماعات المعارضة المسلحة السورية ضابطاً سابقاً ليكون على رأس قيادة جديدة يهيمن عليها إسلاميون في محاولة يدعمها الغرب لتنظيم المعارضة السورية في الوقت الذي تتلقى فيه القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد ضربات متتالية ربما تقود إلى إسقاطه. وفي تركيا قالت مصادر بالمعارضة اليوم السبت إن القيادة المشتركة الجديدة للمعارضة المسلحة التي تم تشكيلها في الآونة الأخيرة اختارت العميد سليم إدريس وهو ضابط من مئات الضباط الذين انشقوا عن جيش الأسد رئيساً لها.
وانتخب 30 عضواً عسكرياً ومدنياً في القيادة المشتركة إدريس - الذي كانت محافظته حمص مسقط رأسه في صدارة الانتفاضة السورية التي يقودها السنة - بعد محادثات حضرها مسؤولون أمنيون عرب وغربيون في مدينة أنطاليا التركية.
وتضم القيادة الموحدة كثيرين على صلة بجماعة الإخوان المسلمين والسلفيين. واستبعدت القيادة الضباط الأعلى رتبةً بين المنشقين عن جيش الأسد.
وميدانياً في دمشق، استخدمت قوات الأسد قاذفات الصواريخ متعددة الفوهات اليوم السبت في مهاجمة عددٍ من الضواحي التي وقعت في أيدي المعارضة المسلحة التي تقاتل حتى وصلت إلى أطراف المطار الدولي بالعاصمة، حيث علقت شركات الطيران الأجنبية رحلاتها.
ويبدو أن المعارضة التي سيطرت على عددٍ من قواعد الجيش قرب دمشق على مدار الشهر الماضي تحافظ على مكاسبها على الأرض. ويقول معارضون إن قوات المعارضة المسلحة تطوق القاعدة العسكرية الرئيسية في ضاحية حرستا الشمالية الشرقية المعروفة باسم "إدارة المركبات" بالقرب من الطريق السريع الرئيسي المؤدي إلى حلب.
وقال أبو غازي المعارض الذي كان يتحدث من هذه المنطقة "حقق المقاتلون تقدماً طفيفاً اليوم. سيطروا على مخزن للسلاح ووصلوا إلى منشأة لصيانة الدبابات في القاعدة لكنّ الدبابات العشرين التي كانت بالداخل كانت معطّلة".
وأضاف: "صفت الأجواء وقصفت طائرات الميج مواقع الثوار حول القاعدة ولم تتوقف قاذفات الصواريخ على مدار الأيام الثلاثة الماضية".
ووردت أنباء أيضاً عن قصف عنيف على بلدة حران العواميد التي تبعد مسافة 20 كيلومتراً إلى الجنوب الشرقي لدمشق وعلى ضاحية الحجر الأسود على المدخل الجنوبي للعاصمة الذي كان في طليعة الانتفاضة على الأسد.
وبدأ مسؤولون غربيون في الحديث عن تسارع عجلة التغيير على الأرض في الصراع الذي يتزايد تحوله إلى صراع طائفي قد يعمّق من خطوط الخلاف بين السنة والشيعة في الشرق الأوسط.
ومثل والده حافظ الأسد الرئيس السابق لسوريا الذي أخمد مستخدماً الجيش انتفاضة إسلامية يصور الأسد الابن نفسه على أنه الأمل الوحيد لنجاة الأقلية العلوية التي تهيمن على السلطة في سوريا ذات الأغلبية السنية منذ الستينيات.
وبدا كل من موسكو - أهم داعمي الأسد في الخارج - وواشنطن - التي تقول إنها لا تقدم للمعارضة سوى المساعدات غير الفتاكة - أقل تفاؤلاً بشأن إمكانية نجاح المساعي الدبلوماسية لإنهاء الصراع بعد محادثات هذا الأسبوع.
وقالت وزارة الخارجية السورية في رسالة إلى مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة نشرتها وكالة الأنباء السورية الرسمية إن سوريا لن تستخدم أسلحة كيماوية تحت أي ظرف.
وقالت في الرسالة "ما يدعو إلى القلق هو تخوفنا الجاد من قيام بعض الدول التي تدعم الإرهاب والإرهابيين بتقديم أسلحة كيميائية للمجموعات الإرهابية المسلحة والادّعاء بأن سوريا هي التي قامت باستخدام هذه الأسلحة".