عرض برنامج الرئيس، الذي يُبثّ على شاشة لاين سبورت، ويقدمه الزميل الإعلامي صلاح الغيدان، وترعاه "سبق" إلكترونياً، في حلقته أمس الأول الأحد، واحدة من أقوى الحلقات التي عرضها البرنامج، التي ناقشت بجرأة كبيرة خطر المتسللين الإثيوبيين إلى المناطق الجنوبية، بعد أن بدأت جرائمهم تطفو على السطح في الآونة الأخيرة. الحلقة التي حملت عنوان "المهاجر الخطر"، ومرت مراحل إعدادها بعمليات رصد وتوثيق دامت أكثر من أربعة أشهر مضت، عرضت تنقل البرنامج بين عدد من قرى وهجر المناطق الجنوبية، ووثَّقت لقاءات مع مشايخ قبائل ومواطنين في مختلف الأعمار.
وعُرض بالحلقة الجريئة تقريرٌ حي لكمين أُطيح من خلاله بأحد مروِّجي الخمور الإثيوبيين، كما عرضت اعترافات مواطن عمل على تهريب المخالفين، وتسجيلات صوتية لاتصالات مع المروِّجين الذين يشتهرون ببيع الخمور والأسلحة والسمسرة على الخادمات.
وعدَّدت حلقة الرئيس مخاطر الإثيوبيين، وتزايد أعدادهم في المناطق الجنوبية، وحكى المواطنون في أحاديثهم مع مقدِّم البرنامج قصصاً مروِّعة من تهديد المخالفين الإثيوبيين المسلحين للسكان، وإطلاقهم النار على منازل المواطنين.
وتجول البرنامج في مراكز وقرى "آل سرحان، تندحة، المربع في أحد رفيدة وعنقرة" وغيرها من القرى، وتم الالتقاء بالسكان الذين أخذوا فريق العمل في جولات على أوكار المخالفين.
وكشف المواطنين عن حمل الإثيوبيين المخالفين أسلحة متطورة، تُستخدم في الاغتيالات، وأبرز السكان مخاوفهم من أن تكون هذه العصابات عبارة عن ميليشيات، أو تقوم بأعمال استخباراتية لدول معادية للوطن.
وقال المواطنون إن ما يعزز مخاوفهم هو الكميات الهائلة من الأسلحة المهرَّبة والمخدرات التي يروِّجها الإثيوبيون، وجرأتهم الكبيرة واقترابهم من عدد من المواقع المهمة بالمنطقة، ومعرفتهم بتضاريسها بشكل كبير.
وأشار أحد المواطنين إلى أن هؤلاء المخالفين كانوا يقاتلون رجال الأمن مع الحوثيين قبل سنوات، وهذه الأيام يهددون السكان بالأسلحة، ويقاومون رجال الأمن.
وأكد المواطنون أن تجاوب الجهات المعنية مع شكاواهم يشوبه ملاحظات عدة، كما أن حملات الجهات الأمنية ليست مجدية؛ حيث إنها لا تتعدى الطرق المسفلتة.
وطالب المواطنون بمضاعفة أعداد رجال الأمن، والقضاء على ظاهرة المخالفين في المناطق الجنوبية، والتعامل معها بالطريقة التي نجحت من خلالها وزارة الداخلية في اجتثاث الإرهاب.
وعرضت الحلقة تقريراً خطيراً، تمثل في حديث مواطن عن تصويب رصاصات عدة على منزله في إحدى ليالي رمضان الماضي، وعند استطلاعه الموقع الذي أُطلقت منه الرصاصات في الصباح عثر على فوارغ رصاص مدوَّن بها شعار مقارب للشعار الموجود في علم دولة معادية، مؤكداً تحفظ الجهات الأمنية على عينات منها.
ورفض بعض المواطنين إظهار صورهم خوفاً من تعرضهم للمضايقة من المخالفين، مشيرين إلى أن هناك ضعاف أنفس من أبناء الوطن يتعاونون مع هؤلاء المخالفين، وقد ينقلون لهم ما حدث في الحلقة؛ ما يعرضهم للخطر.
وكشفت الحلقة جانباً محزناً من القضية، تمثل في حدوث جرائم قتل بين شباب المنطقة السعوديين، وتعرض بعضهم لحوادث مميتة، اتضح أن من أسبابها تناول الخمور التي يصنعها هؤلاء المخالفون ويروجونها بالمنطقة.
وأكد مواطنون أن بعض شباب المنطقة يتعامل مع الإثيوبيين؛ لعدم توافر أعمال حكومية تحتضنهم، وهو الأمر الذي أكده أحد مهربي المخالفين، الذي تحدث للبرنامج، وكشف عن اتجاهه لهذا العمل للظروف الأسرية والالتزامات المترتبة عليه، مؤكداً أنه لا ينقل إلا من يبحثون عن العمل الحلال.
وطالب المواطنون ومشايخ القبائل وخطباء الجمعة والوجهاء بالنظر والاهتمام بالوضع الذي تعيشه المناطق الجنوبية مع ظاهرة المخالفين وتزايد جرائمهم ومخاطرهم، ومواجهتهم بالطريقة التي تم من خلالها القضاء على الإرهاب.