أثار تزايد دخول مجهولي الهوية من أفريقيا إلى الأراضي السعودية في منطقتي جازان وعسير الذعر في نفوس الأهالي، إذ أصبحت أعدادهم بالآلاف ومنتشرة في كل الأماكن والأعمال، ولا سيما من الممنوعة منها، لتزداد بالتالي مشكلاتهم وجرائمهم، وهو ما دعا المواطنين إلى المطالبة بتكثيف الوجود الأمني على الحدود وفي بعض القرى والمحافظات، للتصدي لتلك العصابات التي باتت تشكل ظاهرة وتهدد أمن السكان وتنشر الجرائم والمخدرات بشكل لم يكن مألوفاً من قبل. وذكر المواطن (م. المالكي) أنهم يشاهدون المشهد يتكرر بشكل يومي وطبيعة المناطق الوعرة تجعلهم يتنقلون بأمان من دون أن يخافوا من قبضة رجال الأمن، وأنه إذا كانت هناك بلاغات أو حملات فإنهم لا يكادون يصلون إلى تلك المواقع التي يتمركزون فيها، ولا سيما مواقع مصانع الخمور أو سكنهم إلا وقد فرُّوا من الموقع ولا يستطيعون القبض عليهم، مشيراً إلى أنهم يشاهدون في بعض المداهمات تبادل لإطلاق النار، وهو ما يؤكد أنهم مسلحون ويقاومون رجال الأمن. وطالب المواطن (س. الريثي) بتدخل الجهات الأمنية وتكثيفها في المناطق الجبلية، لأن الأفارقة خطر بات يهدد أمن منازلهم لوجود قطاع طرق ومهربي مخدرات، مشيراً إلى أنهم كانوا في السابق يستخدمون المطرقة، إلا أنهم استبدلوها بأسلحة لمقاومة رجال الأمن، وقال: «نخاف من الذهاب إلى المناطق الوعرة، خشية بسبب عمليات النشل، ولا سيما أن مقاومتهم صعبة بسبب بينة أجسامهم القوية، كما أن بعضهم يعمل على تصنيع الخمور وتهريب المخدرات والأسلحة». وشارك سعد الربعي من سكان وادي ضلع في تهامة عسير مطالب الريثي، داعياً إلى تشكيل لجنة كبرى ودقيقة ومتخصصة ذات مسؤولية تحقق في ظاهرة انتشار الجنسيات اليمنية والأثيوبية والأرتيرية والسودانية والمصرية عن طريق الحدود البحرية والبرية للسعودية، وأخذ الاحتياطات اللازمة اتجاهها، «خشية مما يترتب عليها من إجرام وعمليات قتل وتهريب وسطو وغيرها من مخاطر»، مطالباً بتكثيف الدوريات ووضع جهة حكومية خاصة بمطاردتهم والسيطرة عليهم «والقضاء على هذه الظاهرة الخطرة والمتنامية بسرعة الصاروخ». وقال: «لماذا لا تضع مكافآت مالية وعينية وتقديرية للمواطنين المتعاونين مع الدولة في القضاء عليهم وتوضع جهة أمنية تابعة للداخلية، ولا سيما في القضاء على المجهولين بتعاون الجوازات وسلاح الحدود والمجاهدين، وتدعم بكل الوسائل والإمكانات، حفظاً لأمن البلاد من خطرهم، فقد أصبحوا بمئات الآلاف، ولا يزال العدد يتصاعد ولا نعلم ما خلفه هذا الهجمة الكثيفة على المناطق». ويضيف أحمد عسيري في السياق ذاته: «نحن نعلم ما تخطط له بلدان خطرة مجاورة لزعزعة أمن بلدنا المستقر، وعلينا نحن المواطنين أن نرصد وبواقعية واهتمام هذه الظاهرة، فقد شاهدت بأم عيني مجهولين من الجنسية الأثيوبية في حي المنسك جاثمين أمام البقالات ينظرون أعمال لهم من مواطنين ويركبون معهم ويذهبون إلى منازلهم للعمل، وسألت أحدهم عن إقامته فذكر أنه مجهول ولا يوجد لديه مشكلة، وهو ما يدل على أن المجهولين أصبحوا آمنين». ولفت (ع. الفيفي) إلى أنه عرض عليه مبلغاً هائلاً لنقل خمسة أثيوبيين من محافظة العيدابي إلى قمم الجبال الحدودية، وأنه حينما رفض واستفسر من بعض المجهولين، أفادوه بأن هؤلاء يقومون على نقل المخدرات ليلاً من المناطق الجبلية الوعرة التي لا توجد فيها خطوط للسيارات إلى المناطق القريبة من المحافظات ومن ثم يستقلون المركبات بمبالغ طائلة لإعادتهم إلى مواقعهم ليقومون بنقل تلك المخدرات بالليل. من جانبها، التقت «الحياة» بعض المجهولين من الجنسية الأثيوبية الذين يعملون في محافظة الدائر، وذكروا أن بعضهم يتوقف للعمل هنا لكسب بعض المال على مدى شهر أو شهرين بعد مجيئهم من اليمن عبر الحدود الجبلية الوعرة، كون المناطق الحدودية الأخرى تم تأمينها بشبك عازل، مشيرين إلى أنه بمجرد الحصول على المال يتم تنقلهم عبر وادي دفا إلى تهامة قحطان، ومن ثم إلى وادي الدواسر للوصول إلى منطقة الرياض. وبحسب الإحصاءات الأخيرة التي صدرت عن الجهات الأمنية، فإن قطاع حرس الحدود في منطقة جازان أحبط خلال هذا العام 55 ألف حبة مخدرة و4911 كلغم من مادة الحشيش، و111 ألف متسلل و1582 ألف مهرب، وأوضحت إحصائية شرطة المنطقة أن القطاعات التابعة للأمن العام قبضت على 19999 مخالفاً في شهر ربيع الآخر الماضي و381 أفريقي، وضبطت 50 بلاطة حشيش مخدر، وضبطت إدارة دوريات الأمن سبعة أفريقيين مخالفين لنظام الإقامة و1608 كلغم حشيش، لافتة إلى أن القوة الخاصة لأمن الطرق ضبطت تسعة أفريقيين مخالفين لنظام الإقامة و15 كلغم حشيش. وأشارت إحصائية المجاهدين للعام الماضي إلى أنه تم القبض على 985 من الجنسية الأثيوبية و637 من الجنسية الصومالية، و558 أفارقة من جنسيات مختلفة، أما المجهولات فقد تم القبض على 102 أثيوبية و236 صومالية، و54 من الدول الأفريقية المختلفة، لافتة إلى أنه تم ضبط 88 أثيوبياً و33 صومالياً و10 من دول أفريقية مختلفة، إضافة إلى81 امرأة أثيوبية و109 صوماليات و43 امرأة من جنسيات أفريقية مختلفة، كما تم ضبط 4171 بلاطة من مادة الحشيش.