تعيش مواطنة ستينية مأساة حقيقية تعاني فيها من قسوة الحياة وجحود الأبناء وأنين المرض، حيث إنها تعيش على راتب التقاعد فقط والبالغ 900 ريال، إضافة إلى مبلغ 500 ريال تتلقاه من الضمان الاجتماعي بعد خصم مبلغ 350 ريالاً منه، وانقطاع إعانة مقطوعة كانت تتلقاها سنوياً، علاوة على إصابتها بأمراض السكر والضغط والقولون وجلطات بالرأس. وبصوت مرتعش أنهكه غدر الزمان وهجر الأحباب، وارتسمت في نبراته تجاعيد الزمن، بدأت "أم فهد" (64 سنة) تسرد معاناتها ل"سبق" قائلة: "أعيش على 900 ريال راتب تقاعد، وشملني الضمان الاجتماعي ب850 ريالاً شهرياً، إلى جانب 10 آلاف ريال مقطوعة سنوياً"، معربة عن حزنها للخصم المفاجئ في مبلغ الضمان.
وقالت "أم فهد": "ذهبت إلى الصراف للحصول على مبلغ لدفع إيجار البيت الذي أقطن به، بيد أني فوجئت بخصم 350 ريالاً من الضمان الاجتماعي، وألجمتني الصدمة لانقطاع الإعانة السنوية البالغة 10 آلاف ريال"، مبينة أنه عند سؤالها عن سبب انقطاعها كانت الإجابة: "إنه أمر ملكي، ولن تحصلي على الإعانة السنوية إلا بعد سنتين". وبصوت ممزوج بالبكاء تابعت حديثها: "أعاني حالة صعبة بين المرض وجحود الأبناء"، معربة عن حزنها لعقوق أبنائها، وقالت: "أولادي من أرضعتهم حناني، وأفنيت زهرة شبابي لتربيتهم، واحتضنهم بكل مشاعر الأمومة، ينكروني وسط أمواج الحياة العاتية بلا مرفأ أمان".
ولم تتمالك "أم فهد" دموعها، واستكملت بصعوبة حروفها المنكسرة قائلة: "أبنائي يريدوني خادمة لهم ولزوجاتهم، أتسول الحنان منهم، وأعيش على صدقاتهم، بيد أني رفضت ذلك، وآثرت أن أعيش مع ابنتي، نفترش وسائد الحرمان والخوف".
وأبدت "أم فهد" حزنها لمصير ابنتها المجهول والتي هجرها زوجها منذ ثمانية أشهر، وقالت: "ابنتي جامعية، ولم تجد عملاً حتى الآن، وقد انقطع حافز عنها هذا الشهر، وشاطرتني أحزاني في وحدتي"، داعية الله أن يعينها على الإنفاق على ابنتها وحفيديها.
وأعربت عن معاناتها قائلة: "أعاني من أمراض جسمية ونفسية، فأنا أعاني من مرض السكر والضغط والجلطة"، مبدية مخاوفها من طردها من البيت إذا لم تلتزم بدفع الإيجار الذي تضاعف حتى بلغ 24 ألف ريال سنوياً، حيث إن مالك العقار خيّرها بين سداد الإيجار أو الطرد إلى الشارع.
وناشدت "أم فهد" الجهات المسؤولة بعودة مبلغ الضمان الاجتماعي، وكذلك الإعانة السنوية، كما ناشدت أهل الخير بمساعدتها.