حمَّل عددٌ من أقارب الطفل زياد، الذي فُقد منذ ثلاثة أيام في سيل وادي ساية بمحافظة الكامل (180 كيلو متراً عن شرق جدة)، الدفاع المدني مسؤولية عدم العثور عليه، رغم فقده من يوم عصر الجمعة الساعة الرابعة عصراً، حيث لم يتم العثور عليه حياً أو ميتاً حتى اللحظة. وقال بعض أقارب الطفل المفقود، إن ضعف الإمكانات المحدودة لمركز الدفاع المدني الوحيد بالمحافظة، إضافة إلى عدم جلب غوّاصين أو قوارب غوص مائية أو حسّاساتٍ حرارية لكشف مكان الطفل وسط ركام السيل؛ تسبّبت في معاناة أهله طوال ثلاثة أيامٍ متتالية. وطالبوا بفتح أكثر من مركزٍ للدفاع المدني في محافظة الكامل لتخفيف معاناة السكان، حيث لا يوجد سوى مركزٍ واحدٍ للدفاع المدني متواضع الإمكانات وسط المحافظة. وقال عابد سعد الرزقني مدير ثانوية الكامل عم الطفل المفقود زياد بحزنٍ وألمٍ كبيرين: "ماذا نفعل بعد أن جرفت السيول ابن أخي زياد من مركز الغريف عصر الجمعة، بسبب عدم توافر مركز للدفاع المدني في المركز وبعده مسافة 20 كيلو متراً عن المركز الوحيد للدفاع المدني بالكامل، إضافةً إلى عدم وجود تنبيهٍ أو آلياتٍ وأفرادٍ للدفاع المدني تحذّر المواطنين من الاقتراب من بطون الأودية بسبب وجود سيول منقولة". وطالب السلمي بإيجاد فرقةٍ للدفاع المدني بمركز الغريف ولا سيما لكثرة حوادث الأمطار وقال إن فرقة واحدة حضرت من المحافظة بعد نصف ساعة من ابتلاع السيل لزياد بعد تلقي البلاغ ودون أي قوارب غوص ولا غوّاصين أو معدات ولا كشّافات ليلية. وتساءل: "رغم تحذيرات الأرصاد والدفاع المدني نفسه من هطول أمطارٍ غزيرةٍ على المحافظة والمعروفة قبل يومين، فأين دور الدفاع المدني والتصريحات الرنانة من قبل المسئولين فيه؟ وأين الطائرات حيث لم تصلنا سوى طائرةٍ واحدةٍ في صبيحة اليوم التالي لفقد الطفل حيث يتوقف العمل في المساء لعدم وجود كشّافات ليلية فهل يعقل هذا؟ موضحاً أن الأهالي يقومون بالبحث بأنفسهم عن الطفل لفشل آليات الدفاع المدني في العثور عليه. وأضاف: "أنقذت أخي سعود والد الطفل المفقود، بعد أن جرفته السيول مسافة ما يقارب كيلو مترين اثنين عن طريق الحبال، وتم إسعافه من خدوشٍ وجروحٍ بسيطة في المركز الصحي المتواضع، بينما فقد الطفل البالغ من العمر 8 سنوات وهو يدرس بالصف الثاني في إحدى مدارس جدة، ويعمل والده في إدارة مكافحة المخدرات بجدة برتبة رئيس رقباء"، لافتاً إلى أن سعود وعائلته جاؤوا من جدة بهدف زيارة الوالد قبل قدوم الأمطار بيومٍ وعند قدوم المطر خرجوا للتنزه. وبدوره أكد سعود سعد الرزقني السلمي والد الطفل، أنه كاد أن يلحق بابنه زياد في السيول المنقولة في وادي ساية عندما حاول إنقاذه بعد أن دهمهم السيل بجوار المنزل وأثناء محاولتهم قطع الطريق. وأضاف: "لم نكن نتوقع اندفاع سيول منقولة قادمة من مسافة بعيدة جداً تزيد على 60 كيلو متراً، ولم يصلنا تحذيرٌ من الدفاع المدني، حيث جرفت السيول المنقولة ابني وعندما حاولت إنقاذه جرفتني السيول مسافة كيلو مترين اثنين واصطدمت بالأشجار والأحجار، وأنقذتني العناية الإلهية، وتمكن أخي عابد من سحبي من وسط السيول وأنا شبه فاقدٍ للوعي وتم علاجي في مركز الحي، ولم أفق إلا بعد ساعتين".