برَّر عمال النظافة بمكةالمكرمة إقدامهم على الإضراب الأيام الأربعة الماضية بعدم وقوف أمانة العاصمة المقدسة معهم في محنتهم حيال تأخُّر رواتبهم الشهرية ثلاثة أشهر، ومُضي أكثر من ستة أشهر دون قيام الشركة المتعهدة بالنظافة بتجديد إقاماتهم؛ وهو ما عرض بعضاً منهم للمساءلة والترحيل، دون أن تكلف الشركة المتعهدة نفسها عناء الوقوف معهم. جاء ذلك على لسان البنجالي جلال أكبر رحمن، الذي نصبه أربعة آلاف عامل نظافة بنجالي متحدثاً رسمياً عنهم. وقال جلال أكبر ل"سبق" إنهم يقدرون غضب الشارع المكي منهم، لكنه في المقابل يطالبهم بالتفكر بعقلانية ومنطق؛ إذ إن وقفهم العمل ما كان ليحدث لو أنهم وجدوا من أمانة العاصمة المقدسة وجمعية حقوق الإنسان ومكتب العمل والعمال دعماً لقضيتهم، وإرغام الشركة المتعهدة بالنظافة على أداء حقوقهم المتأخرة، وإصدارها إقاماتهم النظامية. ولفت جلال أكبر إلى أنهم عاشوا الأشهر المتأخرة دون رواتب في ظروف نفسية مع أسرهم وعائلاتهم بموطنهم، حتى أن بعضهم كانوا ينكبون على أنفسهم بالبكاء لضيق ذات اليد تجاه أهاليهم، الذين لا يكفون عن الاتصالات المتكررة بهم، يحثونهم على سرعة إرسال مبالغ مالية إليهم، تعينهم على مجابهة حياتهم القاسية، وسد التزاماتهم الضرورية من مأكل ومشرب وإيجار سكن ونحوها. وطالب جلال أكبر الجهات ذات العلاقة بمكةالمكرمة بإنصافهم بعدم تحميلهم ما تعرضت له العاصمة المقدسة من تردٍّ في خدمات النظافة، والوقوف بحزم في وجه الشركات المشغِّلة؛ كون العمالة لن تتوانى في القيام بأعمالهم طالما أنهم يتقاضون مستحقاتهم الشهرية أولاً بأول. وقال إنه على الرغم من تدني رواتبهم، التي تتراوح بين 300 و400 ريال، إلا أنهم لم يشتكوا، محتسبين ذلك عند الله، لكنهم لم يقووا على تحمل مشاق تأخر رواتبهم الهزيلة، وتركهم دون إقامات نظامية.