تعيش أسرة الطفلة رنيم محمد الحداد، العالقة بين مرضى مستشفى عرفان المجبرين على مغادرته بعد قرار إغلاقه، على أمل أن تجد مستشفى يقبل حالتها. وكانت "رنيم" قد دخلت مستشفى عرفان قبل عشرة أيام لإجراء خزعة من عينة ورم بالرأس وهي تمشى على قدَمْيها، لكنها أصبحت اليوم عاجزة عن فَهْم ما يدور حولها إثر دخولها في "غيبوبة سريرية"؛ وتأمل عائلتها بسرعة نقلها إلى مستشفى التخصصي في جدة. وقال والد الطفلة، محمد حداد، الذي لا يفارق قسم العناية الذي ترقد فيه ابنته ذات ال12 ربيعاً، وبصوت يملؤه الآسي والحزن، إنه راض بقضاء الله وقدره، لكنه يشعر بالقهر والعجز؛ لأنه غير قادر على توفير مكان في أي من مستشفيات جدة؛ ليستطيع تكمله علاج ابنته التي تتفاقم حالتها يوماً بعد يوم. وأكد أن قرار وزارة الصحة بإغلاق مستشفى عرفان كله جعل ما يحمله من بصيص أمل بعودة ابنته، التي تعاني غيبوبة سريرية منذ أسبوع، غير واضح، وأصبح الوضع مؤلماً لأسرتها ووالدتها التي تكاد تجن كلما تخيلت أنها مكبلة وغير قادرة على حمل ابنتها لأي مكان. وقال الحداد إن طفلته المتفوقة دخلت على قدميها، وباتت جثة هامدة بلا حراك بعد إجرائها عملية جراحية في الرأس، وأعرب عن خشيته من فقدان فلذة كبده. وأوضح والد رنيم أنه خاطب وزارة الصحة دون أن يتلقى ردًّا، وناشد وزير الصحة الدكتور عبد الله الربيعة النظر في وضع ابنته وبقية المرضى ذوي الحاجات في قِسم العناية الفائقة بمستشفى عرفان، وسرعة توفير أسرّة في مستشفيات تكفل تكملة علاجهم. وكان وزير الصحة قد اعتمد في وقت سابق من الأسبوع الحالي قراراً، يقضي بإغلاق مستشفى عرفان شمال محافظة جدة، إثر وفاة الطفل "صلاح الدين يوسف عبداللطيف جميل"؛ بسبب تكرار مخالفات المستشفى منذ عام 1430ه، وصدور العديد من قرارات المخالفات على المستشفى؛ حيث أصبح الوضع غير آمن للمرضى.