قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما اليوم الأحد إنه سيكون "من الأفضل" تجنب هجوم بري إسرائيلي على غزة، لكنه حمَّل مصر وتركيا مسؤولية إقناع حركة حماس بالتوقف عن إطلاق الصواريخ عبر الحدود، مكرراً أن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها. وأوضح أوباما في أول تصريحات علنية له بشأن الأزمة أنه يقف بثبات في صف إسرائيل حليفة الولاياتالمتحدة ضد حركة حماس الفلسطينية، لكن بدا أيضاً أنه يناشد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إتاحة المزيد من الوقت لزعماء الشرق الأوسط لكبح جماح حماس.
وحذَّر أوباما من يدعمون الطموحات الفلسطينية بشأن إقامة دولة من أن تصعيد الصراع في غزة يمكن أن يدفع جهود السلام بعيداً عن المسار في المستقبل. وقال أوباما في مؤتمر صحفي خلال زيارة لتايلاند: "ليست هناك دولة على وجه الأرض تتهاون مع سقوط صواريخ على مواطنيها من خارج حدودها.. نحن نؤيد تماماً حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها".
وأضاف أوباما أثناء أول جولة خارجية له منذ إعادة انتخابه في السادس من نوفمبر: "نعمل جاهدين مع جميع الأطراف في المنطقة؛ لنرى إن كان باستطاعتنا وقف إطلاق تلك الصواريخ دون تصعيد إضافي للعنف في المنطقة". وأشار إلى أنه تحدث بانتظام أثناء الأزمة مع نتنياهو الذي تربطه به علاقة صعبة.
لكن أوباما كان أكثر تحديداً فيما يتعلق بمحادثاته مع الرئيس المصري محمد مرسي ورئيس الوزراء التركي طيب أردوغان اللذين انتقدا بشدة الهجوم الجوي الإسرائيلي على غزة.
وقال أوباما: "ما قلته للرئيس مرسي ورئيس الوزراء أردوغان أن أولئك الذين يدعمون قضية الفلسطينيين عليهم أن يدركوا أنه إذا حدث تصعيد إضافي للوضع في غزة فإن احتمال عودتنا إلى أي شكل من مسار السلام، يقود إلى حل على أساس قيام دولتين، سيدفع بعيداً عن الطريق في المستقبل".
ومع تحذير نتنياهو من أن إسرائيل مستعدة لتوسيع نطاق هجومها قال أوباما إن رسالته لجميع الزعماء في المنطقة هي أن إسرائيل "لها كل الحق في أن تتوقع عدم إطلاق صواريخ على أراضيها".
وأضاف: "إذا أمكن تحقيق ذلك دون تصعيد النشاط العسكري في غزة فهذا أفضل.. لا لأهل غزة فحسب بل للإسرائيليين كذلك؛ لأنه حين تكون القوات الإسرائيلية في غزة ستصبح أكثر عرضة للخسائر البشرية من قتلى ومصابين". وقال أوباما: "علينا أن نرى ما الذي يمكننا إحرازه من تقدم في الساعات الأربع والعشرين أو الست والثلاثين أو الثماني والأربعين القادمة".
وتابع بأن قصف حماس الصاروخي هو السبب في "تسارع" الصراع، ويجب أن يتوقف. ومثل إسرائيل تعتبر الولاياتالمتحدة حركة حماس منظمة إرهابية. وكان أوباما قد وعد بأن تحتل عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين أولوية كبيرة عندما تولى السلطة عام 2009، لكن جهود إدارته لم تحرز تقدماً يُذكر في إقناع الجانبين بالعودة إلى مائدة التفاوض.
وفي واشنطن قال مشرعون أمريكيون كبار إنهم سيبدون تفهماً لأي هجوم بري إسرائيلي محتمل على غزة.
وقال السناتور الجمهوري ساكسباي تشامبليس رئيس لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ لقناة "فوكس نيوز": "إذا كان إرسال قوات برية هو السبيل الوحيد لتطهير الأوكار التي تنطلق منها الصواريخ عليهم فلا يمكن توجيه اللوم لهم على القيام بذلك".
وسئل عما إذا كان يتعين على أوباما ممارسة المزيد من الضغط على الحكومة المصرية - بما في ذلك التهديد بقطع المعونة - لإقناع حماس بالتوقف عن إطلاق الصواريخ قال تشامبليس: "عليه أن يمارس كل ما يستطيع من ضغوط لضمان عدم التصعيد إلى حرب شاملة بين الفلسطينيين والإسرائيليين".
ووجه السناتور الجمهوري لينزي جراهام - وهو صوت بارز فيما يتعلق بالسياسة الخارجية - تحذيراً لمصر، وقال في حديث لمحطة إن.بي.سي التلفزيونية: "مصر.. راقبي ما تفعلين وكيف تفعلينه. أنت تخاطرين بقطع الكونجرس (الأمريكي) المعونة عنك إذا واصلت التحريض على العنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين".
وقال السناتور جون مكين العضو الجمهوري البارز في لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ إنه يجب على الولاياتالمتحدة أن تشارك بقوة في إدارة الأزمة.
وأضاف لمحطة سي.بي.إس التلفزيونية: "يجب على الولاياتالمتحدة أن تشارك بأقصى ما تستطيع من قوة.. لست واثقاً من مدى النفوذ الذي تتمتع به هذه الإدارة"، في أعقاب جهود فاشلة عام 2009 للمساعدة في تجاوز الخلافات بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وتابع: "يجب على الولاياتالمتحدةالأمريكية أن تضغط بأقوى ما يمكننا لحل هذه القضية الإسرائيلية الفلسطينية. إن أموراً كثيرة معلَّقة على دفع هذه العملية قدماً".