تواصلت امس ردود الفعل المنددة تارة والمدافعة تارة اخرى عن العمليات الاسرائيلية في قطاع غزة والتي أودت بحياة 11 فلسطينياً على الاقل، بينهم نائب قائد «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، احمد الجعبري. وفيما اعتبرت روسيا الهجوم الاسرائيلي «غير متكافئ»، ودانته ايران، وطالبت قطر ب «ألا يمر من دون عقاب»، دعت باريس الى ضبط النفس، معتبرة ان من حق اسرائيل الدفاع عن نفسها، فيما رأت بريطانيا ان «حماس» هي «المسؤولة الرئيسة» عما يجري. وصرح الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش امس بأن موسكو تعتبر الغارات الاسرائيلية رد فعل «غير متكافئ» على الهجمات «غير المقبولة ايضاً» التي تشنها «حماس». وقال في مؤتمر صحافي ان «الهجمات في جنوب اسرائيل وعمليات القصف غير المتكافئة (لاسرائيل) على غزة، خصوصاً تلك التي تسفر عن سقوط ضحايا مدنيين من الجانبين، غير مقبولة اطلاقاً». وكان البيت الابيض افاد في بيان بأن الرئيس باراك اوباما اتصل هاتفياً مساء اول من امس برئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ودعاه الى بذل «كل الجهود الممكنة لتحاشي وقوع ضحايا مدنيين»، مكرراً «دعم الولاياتالمتحدة لحق اسرائيل في الدفاع عن نفسها من الصواريخ التي تطلق من غزة على المدنيين الاسرائيليين»، وان الجانبين «اتفقا على انه يتوجب على حماس ان توقف هجماتها على اسرائيل كي يتوقف تصعيد الوضع». وأضاف البيان ان اوباما اتصل هاتفياً بالرئيس محمد مرسي و «دان اطلاق الصواريخ من غزة على اسرائيل، وشدد مجدداً على حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها»، وان «الزعيمين اتفقا على ضرورة العمل من اجل التوصل الى وقف التصعيد بأقرب وقت ممكن». وفي باريس، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس امس لاذاعة «آر تي ال»: «أدعو باسم فرنسا الى ضبط النفس في منطقة هي اصلاً مضطربة جداً، وستكون كارثة ان يحدث مزيد من التصعيد». وأكد: «يحق لاسرائيل بالتأكيد الدفاع عن نفسها، لكن العودة الى العنف لا توصل الى شيء. للفلسطينيين الحق في دولة، وعلينا ان نكرر ذلك، ولاسرائيل الحق في الامان، لكن ليس بالعنف تحل المشاكل». واتهم وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ امس «حماس» بأنها «المسؤول الرئيس عن الازمة الحالية» في غزة واسرائيل، وقال في بيان: «ادين بشكل كامل الهجمات بالصواريخ من غزة على جنوب اسرائيل التي تشنها حماس ومجموعات مسلحة اخرى ... انها تؤدي الى وضع لا يحتمل للمدنيين الاسرائيليين» الذين «يحق لهم العيش من دون خوف من مهاجمتهم من غزة». وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الايرانية رامين مهمانبرست ان بلاده «تدين بحزم السلوك الاجرامي للقوات العسكرية الصهيونية الذي يقتل مدنيين». ونقل عنه الموقع الالكتروني للقناة التلفزيونية الحكومية قوله ان هذا الهجوم «ارهاب منظم»، مديناً «صمت المنظمات الدولية». ولم يعلق على اغتيال نائب قائد «كتائب عز الدين القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس» احمد الجعبري في غارة اسرائيلية الاربعاء. ودعت قطر مجلس الامن الى «الاضطلاع بمسؤولياته» في وقف الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة. ونقلت وكالة الانباء القطرية عن رئيس الوزراء القطري، وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني قوله: «احب ان ادين» الهجوم الاسرائيلي، مؤكداً ان «هذا الاعتداء الآثم يجب الا يمر من دون عقاب»، و «على مجلس الامن ان يضطلع بمسؤولياته في حفظ السلام والامن في العالم». ودانت الحكومة الاردنية بشدة امس «العدوان الاسرائيلي» على قطاع غزة، وقال وزير الدولة لشؤون الاعلام والاتصال، وزير الثقافة والناطق باسم الحكومة في بيان ان «سياسة اسرائيل العدوانية ستدخل المنطقة مجدداً في دوامة عنف وعدم استقرار». وأشار الى ان ذلك «يضاف الى ما تصنعه سياسة اسرائيل في تعطيل مسار التسوية السياسية من آثار على استقرار المنطقة وحرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه الوطنية والسياسية، وفي مقدمها الدولة الفلسطينية المستقلة». وأكد «ضرورة وقف العدوان الاسرائيلي على غزة وحماية الشعب الفلسطيني ومقدراته».