فاز مشروع "كلمة" التابع لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث بدولة الإمارات العربية المتحدة، بجائزة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمية للترجمة في مجال المؤسسات والهيئات. وتسلّم الجائزة الدكتور علي بن تميم، مساء أمس، في حفل توزيع الجائزة في دورتها الخامسة، بقاعة بلدية مدينة برلين. وفاز بالجائزة في مجال ترجمة العلوم الطبيعية من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية، كلٌّ من الدكتور محمد سلامة الحراحشة والدكتور وليد محمد خليفة من الأردن لترجمتهما كتاب "الحصول على الفلزات من الخامات: مقدمة إلى استخلاص الفلزات". وفاز في مجال ترجمة العلوم الطبيعية من اللغة العربية إلى اللغات الأخرى مناصفة، كلٌّ من الدكتور السيد محمد الألفي والدكتور رضوان السعيد عبد العال من جمهورية مصر العربية لترجمتهما كتاب "شبكات الحاسب الآلي والإنترنت". وفي مجال الترجمة في العلوم الإنسانية من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية، فاز بها مناصفة كلٌّ من الدكتور محيي الدين علي حميدي من سوريا لترجمته كتاب "اللسانيات السريرية" وفاضل لقمان جتكر من سوريا لترجمته كتاب "آلام العقل الغربي". وفي مجال الترجمة في العلوم الإنسانية من اللغة العربية إلى اللغات الأخرى فاز بها مناصفة كلٌّ من الدكتور نعمة الله إبراهيموف وعبد الحكيم عارفوف وأكمل جانوف وعبد الحميد زيريوف وجهانكير نعمتوف وعبد الواحد عليوف من أوزبكستان، على ترجمتهم كتاب السيرة النبوية لابن هشام من اللغة العربية إلى اللغة الأوزبكية. كما فاز في مجال الترجمة في العلوم الإنسانية من اللغة العربية إلى اللغات الأخرى مناصفة بين كل من الدكتور نبيل رضوان من تونس لترجمته كتاب "الظل: اساطيره وامتداداته المعرفية والإبداعية" إلى اللغة الفرنسية. كما تم تكريم الدكتورة منى بيكر مصرية الجنسية والدكتورة دولينيا آنا أركاديفينا روسية الجنسية. وتم تكريم مترجمي كتاب القاموس الموسوعي للتداولية وهم الدكتور عز الدين مجذوب والدكتورة سندس كرونة والدكتورة بسمع بلحاج الشكيلي والدكتور شكري السعدي والدكتور أحمد الجوة والدكتور توفيق بن عز الدين قريرة والدكتور منصور بن مبارك الصادق الميغري والدكتور سهيل الشملي والدكتور محمد الشيباني والدكتور المكي العايدي والدكتور شكري المبخوت والدكتور خالد الوغلاني والدكتور محمد من محمد الخبو وهم تونسيو الجنسية. وأعرب الفائزون عن شكرهم لخادم الحرمين الشريفين، على هذه الجائزة التي أصبحت جسراً للتواصل بين الحضارات. وأقيم حفل الجائزة بحضور الأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبدالعزيز نائب وزير الخارجية رئيس مجلس أمناء الجائزة وعمدة مدينة برلين كلاوس فوفرايت. وقال الأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز: "إن هذا الحفل يأتي ثمرة للعلاقات الودية الوثيقة بين المملكة العربية السعودية وألمانيا، وحرص القيادتين المشترك على تحقيق تقدم مستمر للعلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين، والتنسيق الفعال ازاء القضايا المشتركة". وقال إن خادم الحرمين الشريفين، يُولي - حفظه الله - عناية خاصة بهذه الجائزة العالمية وتطويرها التي تتواكب ومبادرته الإنسانية للحوار بين أتباع الأديان والثقافات وتعزّز الحوار بين الحضارات وفق أطر معرفية متنوعة ومنفتحة نحو المزيد من التقارب والتفاهم الذي يخدم ثقافة السلام وانطلاقاً من قناعة تامة بأهمية الترجمة في تحقيق التقارب بين الشعوب. وأفاد بأن جائزة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمية للترجمة تشكل أحد جسور التواصل الفكري والثقافي بين الثقافات العالمية، وتهدف، إضافة إلى نشر المعرفة، إلى تعزيز مبادئ التفاهم والقيم الانسانية المشتركة من أجل مستقبل مشرق لهذا الجيل والاجيال المقبلة. وأضاف: "نستطيع القول بعد ست سنوات من انطلاقة هذه الجائزة العالمية بكل فخر إنها نجحت في استقطاب كبريات الجامعات والمؤسسات العلمية والأكاديمية، وجذب أفضل المترجمين من جميع دول العالم وفرضت وجودها ضمن جوائز الترجمة على المستوى الدولي ودورها في تنشيط حركة الترجمة العالمية على المستوى الدولي، واستثمار ذلك النشاط في تعزيز فرص الحوار الحضاري والتقارب بين الثقافات والإفادة من الابداع العلمي والفكري على أسس من المعرفة الرصينة". وألقى فوفرايت كلمةً أعرب فيها عن تشرف مدينة برلين باحتضان الجائزة التي تكرّم المترجمين الذين يجسدون إبداع المؤلفين وينقلونها إلى حضارات أخرى. وقال: "إننا في ألمانيا نؤيد تطلعات الشعوب الإسلامية للحرية والتطور والتنمية، والدين الإسلامي لا يتعارض مع الديمقراطية والحرية"، مبيناً أن مدينة برلين يعيش فيها جنسيات من مختلف أنحاء العالم بأمن وسلام ويسود بينهم التعاون والانفتاح. وقال المستشار بالديوان الملكي والمشرف العام على مكتبة الملك عبد العزيز العامة عضو مجلس أمناء الجائزة فيصل بن عبد الرحمن بن معمر: "إن نهضةَ الأمم مرهونةٌ ب (المعرفة) بحضارات الأمم الأخرى وثقافاتها, والتفاعل معها التي يلزم الإحاطة بها الترجمة إلى لغة هذه الأمة، مبيناً أن المسلمين هكذا فعلوا إبَّان يقظتهم في العصر الذهبي لحضارتهم، وهكذا فعلت أوروبا في عصر النهضة؛ وقبلهما واكبتْ الترجمة النشأةَ الإنسانيةَ حيثُ استثمرَها الإنسانُ في نقل تراثه العلميِّ والحضاريِّ وتطويره عبر الثَّقافات والحضَاراتِ المتنوِّعة". وتمنى المشرف العام على مكتبة الملك عبد العزيز العامة عضو مجلس أمناء الجائزة أن تجسِّد هذه الجائزة التوجهات العملية لروح الحوار المثمر بين مختلف الثقافات الذي تتبناه المكتبة, بوصفه العمق الاستراتيجي للمشاريع التنموية الرائدة لتقارب الشعوب والحد من فرقتها؛ وبناء مزيد من الجسور بين الدوائر الثقافية والجامعية في العالم بأسره. وألقيت كلمة نيابة عن مديرة اليونسكو إيرينا بوكوفا عبّرت فيها عن سعادتها بالنجاح الكبير الذي تحققه الجائزة عاما بعد عام, معربةً عن أملها بأن تسهم الجائزة في التفاهم بين الشعوب وردم الفجوة بين الحضارات.