حذر الدكتور حامد بن حسن ميرة مدير الشؤون الشرعية في شركة سوليدرتي السعودية للتكافل من تحايل بعض الشركات في مجال التأمين الصحي واختفائها سريعاً كسحابة صيف فيقع طالب التأمين فيها في فخ الحيلة. وبين أن بعض الشركات تدلس وتسمي التأمين التجاري تعاونياً، وهذا أمر مخالف للشرع والنظام والفتوى التي تنص على التحذير من مغبة هذه المخالفة. جاء ذلك في اللقاء العلمي "التأمين الصحي" الذي نظمت الجمعية الفقهية السعودية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية مساء أمس الثلاثاء بقاعة سماحة الشيخ ابن باز بكلية الشريعة بالرياض. وفي بداية اللقاء أوضح الدكتور عبد الله آل سيف سيف الأستاذ بكلية الشريعة في ورقة عمله عن التأمين الصحي أنه إذا أطلق في المملكة ة يراد به التأمين التعاوني الصحي؛ لأن التأمين التجاري ممنوع نظاماً كما نصت عليه لائحة مجلس الوزراء . وتطرق إلى الخلاف في توصيفه وتكييفه والخلاف في حكمه كذلك؛ مبيناً أنه عقد تعاون وهو جائز على الراجح بالكتاب والسنة وإجماع العلماء . وتحدث آل سيف عن مخالفات بعض الشركات والمؤسسات للأنظمة واللوائح والقرارات المنصوصة وبين نماذج من ذلك . وأوصى آل سيف بعقد مؤتمر عن جمعيات التأمين التعاوني، ومؤتمر عن بيان المخالفات والتجاوزات في التأمين الصحي، وأوصى بالاستفادة من التجارب العالمية الناجحة. من جهته، تساءل الشيخ الدكتور عبد الله بن علي الركبان: لماذا بات التزام بعض الشركات بالتأمين التعاوني عسيراً؟! مقترحاً إيجاد حلول لذلك الخلل. وقال الدكتور سعد الخثلان في مداخلته: لا خلاف في جواز التأمين التعاوني ومنع التأمين التجاري وهذا أمر مقرر عند الباحثين ولكن هناك تساهل في التطبيق وقد يأتي من جهة التصور، واقترح بعض الحلول. وقال الأستاذ جبران سحاري: ما دامت بعض الشركات تسمي التأمين التجاري تعاونياً وقد تقرر أن تغيير الأسماء لا يغير الحقائق فإن هذا الأمر يستدعي دراسة أنظمة كل شركة على حدة ومن ثم الحكم عليها . وبيّن أن من أسباب تعدد توصيفات التأمين هو النظر في الأمر الغالب على هذا العقد وذلك يختلف باختلاف الأزمنة والأمكنة . وقال سحاري: نشهد في بعض المؤسسات والمستشفيات إجحافاً في تقاضي الحق فيما إذا علموا أن مراجعهم يملك تأميناً تعاونياً وهذا فيه ما فيه. وأوضح الدكتور عبد الله العيسى رئيس الجمعية الفقهية السعودية أن هذا أول نشاط تفتتح به الجمعية انطلاقتها في هذا العام، مبيناً أن هناك بعض الأنشطة المصاحبة في فروع الجمعية خارج الرياض.