طالب الأطباء البيطريون في السعودية باستحداث وظائف في ديوان الخدمة المدنية، لتحسين أوضاعهم وتوفير فرص وظيفية لهم برواتب تساعدهم على الحياة الكريمة، وشددوا على أهمية إلغاء المفاضلة وإيجاد جهة مختصة بمتابعة قضاياهم والتعريف بمهام الطبيب البيطري، التي لا تقتصر على الزراعة والبلديات وإنما يمكن أن يستفاد منها في وظائف وتخصصات مختلفة، وعدم حصر الطبيب في أعمال وجهات محددة. وقال الدكتور فيصل ناصر العوفي ل "سبق": "بعد أن تكبدت عناء الدراسة كنت أحلم بالمستقبل الواعد توجهت إلى منطقة القصيم، حيث إن تخصصي النادر لا يوجد سوى في إحدى كليتي الزراعة والطب البيطري بالقصيم والإحساء، واحتملت الغربة عن أهلي لأجل هذا الحلم المضني والمرهق وعلى الرغم من الظروف المادية السيئة". وأضاف: "توجهت وكلي أمل لهذا المستقبل وبعد التخرج تفاجأت بمشاكل ديوان الخدمة المدنية رغم ندرة التخصص والحاجة الماسة من الوزارات المستفيدة، كي أتنازل عن طموحي في الحصول على الوظيفة والبيت والزواج، ويتم تبديد هذا الحلم الوهمي في نظري لتعارض الجهات المعنية بذلك ورغم صدور الأمر الملكي الكريم بتعيين الطبيب البيطري على المرتبة الثامنة فإني في حيره من أمري، أيهما أقبل (2000) حافر أو (3000) عقد عمل". وقال طبيب بيطري خريج من جامعة القصيم وعاطل عن العمل: "لم أترك جهة حكومية إلا وقدمت عليها ولا أسمع منهم إلا الجملة المعهودة (خل أوراقك عندنا وندق عليك) وحتى القطاع الخاص من شركات زراعية وغيره يقولون التقديم عن طريق الإنترنت وللأسف قدمت ولم يتم التواصل معي". أما الطبيب علي عائض فقال: "بعد التخرج فوجئنا بالواقع المرير الذي ما زلنا نعيشه حيث قدمنا على ديوان الخدمة المدنية وأثناء حديثي مع أحد موظفيه أبلغني أنه لم يتم استحداث وظيفة بيطرية منذ أكثر من عشرين سنة وأنه لا يوجد إلا عدد بسيط من الوظائف وأغلبها في مناطق نائية ويتم تدويرها". وتابع: "فوجئنا بعدم وجود آلية محدده لتوظيفنا، بعدها اتجهنا إلى القطاع الخاص ولاقينا ما لاقيناه منهم من شروط تعجيزية وساعات عمل طويلة ورواتب قليلة، ورفضنا هذا القطاع بحجة عدم وجود الخبرة، فتوجهنا لأمانات المناطق وفروع وزارة الزراعة للتقديم على وظائف على البنود وسمعنا مثل ما سمع كل باحث عن العمل (عطنا ملفك ورقم جوالك وندق عليك) فقررنا أن نبحث عن العمل لصالحنا ونفتح عيادات بيطرية". وأوضح أنه اتفق مع ثلاثة من زملائه على فتح مشروع عيادة بيطرية متواضعة، إلا أنهم وجدوا صعوبات كبيرة من جميع النواحي، حيث لا يسمح بإعطاء القروض الحكومية لهم ولا يسمح بافتتاح صيدلية بيطرية إلا بوجود صيدلي بشري. وأضاف الدكتور خلف ناصر العريفي: "أنا أحد خريجي جامعة القصيم من كلية الزراعة والطب البيطري تخصص طب بيطري بعد تخرجي بحثت عن فرص العمل صرت في الشركات الخاصة وحصلت على وظيفة ب 4 آلاف ريال، في المقابل لو نظرنا إلى خريجي جامعة القصيم وخريجي جامعة الملك فيصل بالإحساء من أطباء بيطريين لوجدنا أنهم لا يتجاوزون ال 100 طالب سنوياً، علماً أنني سمعت مؤخراً عبر إحدى الإذاعات عن حاجة وزارة الزراعة لأكثر من 3000 طبيب بيطري، فأين هذه الوظائف التي يتكلمون عنها والأطباء البيطريون عاطلون بلا وظائف منذ سنوات". وأكد أن وظيفة الطبيب البيطري تجمع بين الحفاظ على صحة الإنسان والحفاظ على اقتصاد الدولة، ولحماية الإنسان ضد الأمراض المشتركة التي تنتقل الإنسان من الحيوان أو بالعكس؛ فالطبيب البيطري يقوم بدور كبير في حماية صحة الإنسان، وأيضاً الاشتراك في الحفاظ على الحياة البرية واتزان البيئة.