أعادت شركة «أرامكو السعودية»، أمس، خدمة الإنترنت إلى أجهزة موظفيها في الشركة بعد قطعها 25 يوماً، إثر اختراق أنظمتها في 15 أغسطس الماضي، وإصابة أكثر من 30 ألف جهاز وفقدانها معلومات مهمة فيها، فيما اعتبر هذا الإجراء تجاوزاً للمشكلات التقنية التي أصابت الشركة، ومن المنتظر أن تُعيد ربط آلاف الشركات في خارج منطقة الظهران مع شبكتها الداخلية. في الوقت نفسه تسرّبت أنباءٌ عن إصابة أجزاءٍ من شبكة أمانة المنطقة الشرقية بفيروس يعتقد بأنه مشابه ل «شمعون» أدّى إلى تعطل الربط مع بلديات المنطقة وإصابة الأجهزة التي كانت مرتبطة ب «الأمانة» بأعطال مشابهة لما أصاب أجهزة «أرامكو». ووفقاً لخبرٍ أعدّه فائق الهاني ونشرته صحيفة "الحياة" اليوم، نفى المتحدث الإعلامي لأمانة المنطقة الشرقية (بالإنابة) محمود الرتوعي إصابة شبكة "الأمانة" بأي فيروس، فيما بدأت الشركة السعودية للكهرباء بإجراءات احترازية وقلصت صلاحيات موظفيها في الدخول على الإنترنت. وذكرت مصادر ل «الحياة» أن التحقيقات التي يجريها خبراء «أرامكو» السعودية وشركات عالمية قدمت لهذا الخصوص، بدأت تضيِّق دائرة «الاشتباه» في الأسباب التي أدت إلى الأشخاص والمتسببين فيه، مؤكدة أن العمل في هذا الجانب ينجز بصورة أسرع من المتوقعة، على رغم حجم الضرر الذي تسبب به الاختراق. وأشارت المصادر إلى أنهم - على رغم اعتراف الخبراء بصعوبة التحقيقات - متفائلون بالوصول إلى نتائج مهمة. وأصدرت «أرامكو» السعودية، أمس، بياناً أكدت فيه أن العمل يجري كالمعتاد في شبكتها الإلكترونية، بعد أن أجرت الشركة فحصاً كاملاً ودقيقاً لشبكتها المعلوماتية، وتأكدت من إمكان تشغيلها بمنتهى الأمان، كما زادت الشركة أيضاً من تعزيز نظم حماية المعلومات فيها ودعمت التقنيات المتعلقة بذلك. وأشارت إلى أنه لم يكن لما أصاب الحواسب الشخصية في الشركة عند تعرضها للفايروس أي تأثير يذكر في سير الأعمال الإدارية أو إنتاجية العاملين فيها، لأن إصلاح هذه الحواسب تم بأقصى سرعة وكفاءة، بحيث أصبحت جاهزةً قبيل عودة الموظفين من إجازة عيد الفطر المبارك، كما أسهم أيضاً في الحد من هذا الأثر تمكن الشركة من إعادة تشغيل خدمات البريد الإلكتروني الداخلي فيها عند رجوع الموظفين. وعاودت الشركة التأكيد على أن أعمال الزيت والغاز لم تتأثر بالحادثة إطلاقًا، إذ أوفت الشركة بكامل التزاماتها لعملائها في الوطن والعالم، بفضل نجاح خطط الشركة في مواجهة مثل هذه الطوارئ، وكذلك لما تتمتع به شبكتها الداخلية العاملة في مجال الزيت والغاز من تقنيات متقدمة في مجال حماية النظم. وأشار إلى أنها لا تزال تُجري تحقيقاتها حول الحادثة، مضيفة أنها «لاحظت صدور بعض الأنباء والتقارير التي تتناول ما وصل إليه التحقيق، وهي مبنية على تخمينات لا تستند إلى أي حقائق، ولا تمتُّ إلى الواقع بصلة، إلا أن موقف الشركة دائماً هو عدم الخوض في الحديث حول ما يجري من تحقيقيات في هذا الشأن، تعزيزاً لسير العمل فيها». وحول إصابة شبكة أمانة المنطقة الشرقية بفيروس، أشارت مصادر ل "الحياة" أن «الأمانة» متكتمة على إصابة بعض «سيرفراتها»، ولا سيما أن الأقسام الداخلية فيها لم تصب، فيما أشارت إلى أنه منذ الأسبوع الماضي وعمليات إصلاح الخلل مستمرة، إلا أنها لم تتمكن من إعادة الربط مع البلديات، وتقوم بطرق لتجاوز هذا العطل. وفي تصريح ل «الحياة» نفى المتحدث الإعلامي لأمانة المنطقة الشرقية (بالإنابة) محمود الرتوعي، إصابة شبكة «الأمانة» بفيروس «شمعون»، مؤكداً أن «جميع الأنظمة التطبيقية تعمل ولا توجد أية مشكلة في نظام الأمانة إلكترونياً». وبين أن الرسالة التي أرسلت لموظفي «الأمانة» «تندرج في خانة العمل الاحترازي»، لافتاً إلى أن «الأمانة» «ترغب في تلافي وقوع أية حادثة قد تكون معطلة لمصالح الناس، لذلك طلبنا من الموظفين عمل نسخ من المعلومات والوثائق التي بين أيديهم». كما حثت موظفيها على عمل نسخ احتياطية لجميع الملفات والوثائق المحفوظة في أجهزتهم، حتى تتم العودة إليها في حال حدوث أي اختراق. ولم يشر الرتوعي إلى الأسباب التي أدت إلى قطع الشبكة مع البلديات، وإصابة الأجهزة التي كانت مرتبطة ب "الأمانة"، التي لم يتم تحديث برنامج الحماية فيها أخيراً. من جانب آخر، بدأت الشركة السعودية للكهرباء إجراءات احترازية واسعة في مختلف مواقع الشركة، كان في مقدمها تحديد الدخول على الإنترنت، والمواقع المصرح بالدخول إليها، إضافة إلى تغيير في الأرقام السرية للأجهزة، وشملت هذه الإجراءات جميع الموظفين تقريباً، بمن فيهم مسؤولون كبار في الشركة. وأشارت مصادر ل "الحياة" إلى أن الكثير من المسؤولين الذين كانوا ممنوحين صلاحيات واسعة في الدخول للشبكة فوجئوا بتقليص هذه الصلاحيات إلى حدودها الدنيا، مؤكدة لهم أن هذه الإجراءات احترازية ولن تتراجع عنها الشركة في الوقت المنظور. وقامت شركة الكهرباء بشراء أجهزة كومبيوتر و"سيرفرات" جديدة، سيتم تركيبها لتكون بديلة عن الأجهزة القديمة، إضافة إلى تدعيم الشبكة الحالية، ضمن الإجراءات الاستباقية خوفاً من تعرض أجهزتها لاختراق إلكتروني.