مراحل عدة مرت في حياة سعيد الشهري، المطلوب رقم 31 ضمن قائمة ال85، المعلنة قبل سنوات من "الداخلية السعودية"، الذي أعلنت وزارة الدفاع اليمنية مقتله أمس في إحدى قرى حضرموت، وهو الإعلان الثاني عن مقتله في اليمن، بعد الإعلان الأول العام الماضي، الذي اتضح عدم صحته وقتها. المطلوب الذي يكنَّى بأبي سفيان الأزدي، ويُعتبر القيادي الثاني فيما يُعرف بتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، من سكان النماص بمنطقة عسير، وبدأت قضيته بالمغادرة للبحرين في عام 2001 تقريباً، قبل أن يُقبض عليه بعدها بعامَيْن في أفغانستان، ونُقل لمعتقل جوانتانامو، ومكث 7 سنوات في المعتقل، قبل أن تستعيده السعودية في التاسع والعشرين من شوال عام 1428ه. الشهري خضع بعد عودته للمناصحة في مركز محمد بن نايف للرعاية والمناصحة، بما لا يقل عن ساعة ونصف الساعة يومياً، فيما كان يخضع لدروس يومية في مركز الرعاية، لا تقل عن ثلاث ساعات، بغية إعادة تأهيله قبل عودته للمجتمع. وكانت تقارير قد أشارت إلى أن الشهري شكا ذات مرة للمتخصصين في علم النفس داخل المركز من عدم تقبُّل ابنته من زوجته السابقة أسماء له، وطلب منهم أن يساعدوه في التوصل إلى طريقة، تجعل ابنته تتقبله أباً، وهو قد تغيب عنها سبع سنوات في جوانتانامو. وتشير المعلومات إلى أن الشهري شخص اعتيادي جداً، لكنه كان يعاني ازدواجية في شخصيته، إلى جانب تصلبه في الرأي، ولا يمتلك قدرة على الخطابة، ولا يستطيع أن يكمل قراءة نص مكتوب، مبينة أنه فاقد للعلم الشرعي، ولم يستطع إتمام دراسته الابتدائية. وأكد مراقبون أمنيون في تقارير صحفية أن وضع الشهري رجلاً ثانياً في تنظيم القاعدة في اليمن دليل على ضَعْف التنظيم وافتقاره العناصر القيادية، ولاسيما ممن تحمل الجنسية السعودية؛ وهو ما دفع التنظيم الضال إلى تنصيبه ستاراً؛ لاستدراج مزيد من السعوديين للانضمام إلى صفوفه. وتقول المعلومات إنه عقب الانتهاء من برنامج إعادة التأهيل، الذي كان يخضع له الشهري، عاد لمقر سكن أسرته، وتزوج من وفاء الشهري أرملة المطلوب السابق، فيما لم يلبث أن اختفى بصحبة رفيق دربه آنذاك محمد العوفي، وقد فوجئت أسرتاهما بخروجهما في تسجيل مرئي عبر شبكة الإنترنت إلى جانب قياديين يمنيين يعلنان انطلاق نشاط القاعدة من اليمن، وفي وقت لاحق سلم العوفي نفسه. والشهري الذي يشتبه بضلوعه بالتفجيرات الانتحارية، التي استهدفت السفارة الأمريكية في العاصمة صنعاء في شهر سبتمبر 2008، هرَّب زوجته وفاء الشهري وطفلَيْها من زوجَيْن سابقَيْن للحاق به في اليمن في مايو 2009؛ حيث أعلن حينها تنظيم القاعدة أن زوجة المطلوب سعيد الشهري وصلت إلى اليمن برفقة طفلَيْن من زوجَيْن سابقَيْن، أحدهما مطلوب أمنياً قُتل في منطقة الهدى على طريق الطائف – مكةالمكرمة غرب السعودية، عام 2005. وأكدت الداخلية السعودية بعدها أنه سبق أن تقدم ذوو ابنها وابنتها من زوجين سابقين إلى الجهات الأمنية ببلاغ عن اختطافهما؛ فتولت هيئة التحقيق والادعاء العام استكمال إجراءات التحقيق في الشكوى. وفي العام الماضي تواردت أنباء عن مقتل الشهري في اليمن، قبل أن يتضح عدم صحة الأنباء، فيما أعلنت وزارة الدفاع اليمنية اليوم مقتله في عملية أمنية في حضرموت.