لاقى الفيلم السعودي "وجدة" ترحيباً حاراً في مهرجان البندقية السينمائي، عقب عرضه أول من أمس، خارج إطار المسابقة الرسمية للمهرجان، ويعد "وجدة" أول فيلم طويل يصوّر بالكامل في المملكة، حسب وكالة الأنباء الفرنسية. ونقلت الوكالة عن هيفاء المنصور، التي تعد أول مخرجة سعودية، "إن "المملكة تتغير كثيراً، وهي تسير على طريق الانفتاح"، وأضافت المخرجة، التي لاقت ترحيباً حاراً بعد عرض الفيلم: "مجرد تصوير فيلم في السعودية مع موافقة من السلطات يحمل الكثير من المدلولات". ويتحدث "وجدة" عن فتاة صغيرة تريد الحصول على دراجة هوائية بأي ثمن. وذكرت هيفاء المنصور أن الطريقة التي قابل بها الجمهور فيلمها "مؤثرة جداً بالنسبة لي". واهتزت القاعة بالتصفيق بعد عرض فيلم هيفاء المنصور، التي تبلغ ال 39 من العمر، ودرست في الجامعة الأمريكية في القاهرة وفي جامعة سيدني. وتحدثت المخرجة السعودية عن صعوبات إنتاج فيلم في بلدها قائلة: "ينبغي مواجهة الكثير من التحديات في سبيل إنتاج فيلم في السعودية". وأوضحت أن "إنتاج الأفلام في بلدها ينطوي على مخاطر تجارية، والحصول على التمويل صعب في بلد لا يوجد فيه صالات سينما". وأضافت: "من الصعب إقناع الناس بأننا نريد أن ننتج فيلماً في السعودية". وتحدثت هيفاء المنصور عن الصعوبات التي تواجهها صناعة الأفلام في بلدها قائلة: "الأفلام غير موجودة في السعودية، فعرضها مخالف للقانون، لذلك نحن نفتقر إلى ثقافة تصوير الأفلام.. الأمر صعب جداً". وعرض فيلم "وجدة" في إطار الأفلام المعروضة خارج المنافسة في مهرجان البندقية. ويروي هذا الفيلم قصة فتاة في العاشرة من العمر تُدعى (وجدة)، تسعى إلى الحصول على دراجة هوائية قبل صديقها (عبد الله)، وتضع خططاً للحصول على ما يكفي من مال لشراء دراجة. وشرحت هيفاء المنصور صعوبات التصوير قائلة: "أثناء التصوير كان ينبغي ليّ أن أتواصل مع الممثلين عبر جهاز لاسلكي، لأنه تعذر عليّ التواجد في المكان عينه معهم.. في بعض الأحياء كان الناس يأتون إلينا ليطلبوا منا المغادرة، وفي أحياء أخرى كان الناس يأتون ليلتقطوا صوراً لنا". وأبدت المخرجة الشابة تفاؤلها بمستقبل بلادها، وقالت: "السعودية تتغير كثيراً، وهي تسير على طريق الانفتاح". وذكرت المخرجة الشابة أيضاً مشاركة نساء سعوديات في دورة الألعاب الأولمبية الأخيرة التي أقيمت في بريطانيا، وقالت: "أصبح لدينا نساء في دورة الألعاب الأولمبية، وهذا خير دليل على أن الأمور تتغير". وخلصت الى القول "أعتقد أنه يجب على النساء أن يتكاتفن في مجتمع كهذا، وأن يكافحن معاً، لأن الكثير من النساء يردن التغيير".