لاقت هيفاء المنصور، التي تعتبر أول مخرجة سعودية، ترحيباً حاراً، مساء أمس الأول الجمعة، بعد عرض أول فيلم طويل صُوِّر بالكامل في المملكة العربية السعودية. ويحمل الفيلم اسم «وجدة»، وهو فيلم مؤثر عن فتاة صغيرة تريد الحصول على دراجة هوائية بأي ثمن. وقالت هيفاء المنصور إن الطريقة التي قابل فيها الجمهور فيلمها «مؤثرة جداً بالنسبة لي». وقد اهتزت القاعة بالتصفيق بعد عرض هذا الفيلم. وعرض فيلم «وجدة» في إطار الأفلام المعروضة خارج المنافسة في مهرجان البندقية. ويروي هذا الفيلم قصة فتاة في العاشرة من العمر تدعى وجدة، تسعى إلى الحصول على دراجة هوائية قبل صديقها عبدالله، وتضع خططاً للحصول على ما يكفي من مال لشراء دراجة. وتحدثت المنصور عن مصاعب التصوير قائلة «أثناء التصوير كان ينبغي عليّ أن أتواصل مع الممثلين عبر جهاز لاسلكي، لأنه قد تعذَّر عليّ الحضور في المكان عينه معهم». وأضافت «في بعض الأحياء كان الناس يأتون إلينا ليطلبوا منا المغادرة، وفي أحياء أخرى كان الناس يأتون ليلتقطوا صوراً لنا». وأبدت المخرجة الشابة تفاؤلها بالمستقبل، وقالت «السعودية تتغير كثيراً، وهي تسير على طريق الانفتاح». وأضافت إن « مجرد تصوير فيلم في السعودية مع موافقة من السلطات يحمل كثيراً من المدلولات». وذكّرت المخرجة أيضاً بمشاركة نساء سعوديات في دورة الألعاب الأولمبية الأخيرة التي أقيمت في بريطانيا، وقالت «أصبح لدينا نساء في دورة الألعاب الأولمبية… وهذا خير دليل على أن الأمور تتغير». لكنها أشارت في المقابل إلى أن «المجتمع مازال محافظاً»، معتبرة أن التغيير يحتاج إلى بعض الوقت. وخلُصت إلى القول «أعتقد أنه يجب على النساء أن يتكاتفن، وأن يكافحن معاً، لأن كثيراً من النساء يردن التغيير». كما أكدت المنصور بأنها تحضر حالياً لإخراج فيلمها الطويل الثاني الذي سيتحدث عن قضايا محلية تتعلق بحقوق المرأة، مشيرة إلى أن الفنان عبدالإله السناني سيجسّد بطولة الفيلم، قائلة إن تصوير الفيلم سيكون بين المملكة وعدة عواصم عربية وأوروبية. إلى ذلك، واصل مهرجان البندقية عرض الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية للتنافس على جائزة الأسد الذهبي. وعرض في نفس اليوم فيلمان متنافسان، هما باراديز:غلاوبيه» (بارادايس: فيث) للنمسوي أورليش زايدل، و»أت أني برايس» للأمريكي رامين بحريني.