يعتبر مرض حصوات الكلى من الأمراض الشائعة والمتكررة، إن السؤال المهم بعد علاج حصى الكلى، هو كيفية الوقاية من عدم تكراره أو حدوث انتكاسة للمريض. تنتقل الحصوات الحادة وغير النظامية من خلال الأنابيب الضيقة من الكلية إلى المثانة، و من المثانة إلى الحالب سالكه طريق خروج البول من الجسم، وبما أن الحصوات الدقيقة تخرج دون أي يحس بها أحد فإن الحصوات الكبيرة تسبب بعض الألم للإنسان. تتكون معظم حصوات الكلى من الكالسيوم و حمض الاوكساليك، ومن المواد الأخرى التي يمكن أن تتبلور داخل الكلى، بالرغم من هذه المواد تكون متواجدة في بول كل واحد منا، و لكن الكيمياء الحيوية الطبيعية للجسم تمنع تكوين هذه البلورات، ولكن في بعض الأحيان فإن هذه الوسائل الحيوية تفشل وبالتالي تتكون الحصوات، إن المقال يركز على حصى اوكساليت الكالسيوم، وفي حالة غير شائعة فإن حصوات الكلى تتكون من الكالسيوم والفوسفات، ومن مواد أخرى يطلق عليها الاستروفيت (في العادة تنشأ من الالتهابات) وفي حالات نادرة من حمض البوليك أو السيستين. إن واحد من الإجراءات التي تستخدم لمنع تكوين حصوات أوكساليت الكالسيوم هو مركب سترات الماغنسيوم (ماجاسورب Magasorb) إن التقليل من تناول السوائل يزيد من مخاطر حدوث جميع أنواع الحصوات ، ولهذا السبب فإن الأفراد الذين تزيد لديهم مخاطر الإصابة ينصحوا بتناول السوائل بكثره و أفضلها الماء. إن تناول كمية كبيرة من الصوديوم والبروتين (خاصة البروتين الحيواني ) يزيد أيضا من مخاطر الإصابة بحصوات أوكساليت الكالسيوم، فالأغذية الغنية بالبروتين مثل السبانخ، نبات الرواند والكوكا يمكن أن تزيد من مخاطر تكوين حصوات الأوكساليت ، كما أن هنالك شواهد غير مباشرة أشارت بأن الاستخدام لمركز من التوت البري قد يزيد أيضا من مخاطر الإصابة، بالإضافة إلى ذلك فان فيتامين ( د) يؤثر على مستوى الكالسيوم في الجسم، وعليه فإن الاستخدام المكثف طويل المدى منه يزيد من مخاطر الإصابة ولكن الأغذية عالية الكالسيوم لا يبدو أنها تزيد من مخاطر الإصابة بحصى أوكساليت الكالسيوم. السترات إن السترات أو حمض الستريك تعتبر من المكونات العامة في غذائنا، وهي تتواجد بكميات عالية في الفاكهة الحمضية، إن السترات تلتحم مع الكالسيوم في البول، و بالتالي تقلل من كمية الكالسيوم والذي يكون حصوات أوكساليت الكالسيوم، كما أنه يمنع أيضا تكون البلورات الصغيرة والتصاقها ببعضها البعض لتكون حصوات كبيرة، كما أنها تقلل من حموضة البول وبالتالي تثبط من تكون حصوات أوكساليت الكالسيوم و حصوات حمض اليوريك. سترات الماغنسيوم ( Magasorb) إن معدل الإصابة مرة أخرى لتكوين حصوات جديدة للذين يتناولون سترات الماغنسيوم هو (12%) مقارنة بنسبة (63%) للذين لا يتناولون علاج وقائي. لقد كان يعتقد سابقا أن مضافات السترات كالماغنيسيوم تكون فائدتها في منع تكوين حصوات الكلى للمرضى الذين لا يخرجون الكمية العادية من السترات في البول. ولكن الباحثون الآن يعتقدون بأن علاج السترات يكون مفيدا للمرضى الذين تزيد لديهم معدلات الإصابه مره أخرى بحصوات الكلى بالرغم من أن نسبة خروج السترات في البول طبيعيه لديهم. إن الجرعة المناسبة من السترات يجب ان يتم وصفها تحت إشراف طبي. الماغنسيوم إن الماغنسيوم يعمل على تثبيط نمو الحصى ويقلل من تكوينها. وقد أظهرت التجارب ان سترات البوتاسيوم تعتبر عامل وقاية فعال ضد تكرر الإصابة بحصوات أوكساليت الكالسيوم في الكلى. ولكن استخدامها يكون محدودا بسبب تاثيراته الجانبية على الامعاء، كما أوضحت الدراسات بان عودة حصى الكلى يمكن ان تكون له علاقة بنقص الماغنسيوم. تم عمل مستحضر ماجاسورب Magasorb) من سترات الماغنسيوم الذى له دور هام فى الوقاية من حصوات الكلى. ان الرسالة النهائية لهذا المقال هو ان الوقاية من المرض بعد علاجه عامل مهم لعدم عودة المرض مرة أخرى لا قدر الله ولذلك فإن (الوقاية خير من العلاج). د. احمد فتحي اخصائي المسالك البولية مستشفى الدوسرى- الخبر