يتساءل الكثيرون عن سبب تأخرنا عن مصاف الدول المتقدمة، والإجابة لا تستدعي كثيرا من التفكير والتفتيش في الخبايا، فقد طفح السيل وأصبح سعي بعض المسؤولين وراء مطامعهم (للتكويش) على أكبر قدر من الغنائم، ليكون الوطن أول ضحايا تقسيم الغنائم. ببساطة، إذا رأيت الميزانية الكبرى التي تصرف على قطاع حكومي دون أن نتقدم! إذا شاهدت مقالات الكتاب والرأي العام تصدح باحتياجات المواطن في بعض المرافق العامة مع تبلد أحاسيس المسؤول! إذا سافرت إلى دول العالم المتقدم صناعيا ووجدت حسرة في قلبك، فاعلم أن ما حدث هو ما يسمى بالفساد الإداري. حضرة المسؤول (لا تلوموه)، فقد يكون هو أيضا شاهد المسؤول السلف أيضا يفعل السيناريو نفسه فكان له خير تلف. سامحوني على هذه اللهجة الحادة، فأنا أكتب لكم من أمريكا، والغيرة تنهشني على حال بلادنا الإسلامية والعربية.. عندما أشاهد الانضباط في العمل والحرص على التطوير مع الاعتراف بالتقصير، فإنني أتذكر مقولة مشهورة للإمام محمد عبده رحمه الله قالها عندما سئل عن انطباعه حول زيارة قام بها لإحدى دول الغرب، فأجاب «وجدت إسلاما بلا مسلمين، أما في بلاد الإسلام فوجدت مسلمين بلا إسلام». فبعد أن كنا نخشى على قيم أولادنا أن تتغير بالاختلاط بهم، أصبحنا نخشى عليهم في مهبط الوحي. في بلاد سام يشتكي المسؤولون من سوء التعليم لديهم، وأنه أسوأ تعليم في العالم ويحتاجون إلى حل سريع للتغيير والتطوير. وفي بلادنا، قد يصرح المسؤول بأننا نملك أفضل تعليم وأفضل جامعات وأفضل مستشفيات وأفضل خدمات، والمرأة عندما لا تسوق فهي معززة مكرمة يعني لدينا أفضل شبكة نقل. عندما تشاهد نقاشات حادة وطويلة حول الهوية، ويكون الإنصاف دائما للرجل دونا عن المرأة. إذن، أيها المسؤولون الكرام، ضعوا إنسانيتكم ومبادئكم وحرصكم على التقدم في العمل أولى أهدافكم، ويا ليت ما تكون شعارات فقط. [email protected]