ساعة واحدة فقط فصلت بين رحلة الشاب فهد إبراهيم المطيري للقصيم ورحلته للدار الآخرة.. والقصة كما يرويها جهاد المطيري (أحد أقاربه) قائلا «تخرج فهد من متوسطة الأمير سلمان بن عبدالعزيز في حي بني مالك وتم توجيهه إلى ثانوية عبدالرحمن الداخل في نفس الحي والتي تدرس طلابها بنظام المقررات، بينما كان فهد -رحمه الله- يرغب في مدرسة تدرس بالنظام التقليدي المتبع، لكنه اصطدم بالواقع المرير الذي يفرض عليه الدراسة في المدرسة التي حول إليها ملفه. ونظرا لرغبته بالدراسة بالنظام التقليدي لم يجد مدرسة في جدة تقبله للزحام الشديد الذي تشهده مدارسها لذلك شد المرحوم الرحال والدراسة في منطقة القصيم لإكمال تعليمه بالنظام الذي كان يرغبه، حيث يسكن والده وأقاربه وأبناء عمومته، وكان المرحوم يعيش في جدة مع والدته ورتب حجزه أمس الأول على الساعة الثامنة مساء التي كانت قد أجلت ليوم أمس ولكن القدر كان أسرع حيث وافته المنية الساعة السادسة مساء إثر حادث مروري في شارع فلسطين وبصحبته أحد أصدقائه ويدعى سلمان الذي يرقد في العناية المركزة في أحد مستشفيات جدة والذي كان يقود السيارة». «عكاظ» وقفت على مشهد العزاء الذي اكتظ بالمعزين من أصدقائه وأقاربه وجيرانه وقد تحدث جده لأمه محمد شخص الذي قال إن الفقيد قبل وفاته أرسل لزملائه رسالة نصيه مفادها «أجلت رحلتي ليوم الثلاثاء دعواتكم أن أصل بالسلامة» كما أرسل رسالة أخرى مفادها قائلا «يا رب إن لم تعطني ما أريد فاكتب لي الخير فيما تريد». الموقف المبكي أثناء تشييعه كان من أخيه الصغير سعد الذي لم يتجاوز العاشرة من عمره، ويدرس في الصف الرابع حيث كان يرافق جثمان أخيه داخل الشرشورة وبعد أن حمل نعشه إلى مقبرة الفيصلية أصر على فتح الكفن وتقبيل رأس أخيه فهد ومن ثم حاول النزول إلى القبر في موقف أبكى جميع المشيعين.