بعد جولتين في مطلع انطلاقة دوري عبداللطيف جميل السعودي، ومباراة كانت مهمة جدا أمام فريق سيئول الكوري ضمن دور الثمانية من البطولة الآسيوية، لم يظهر الفريق الأهلاوي بالشكل الذي كان يأمله محبوه المتيمون به.. لا أعتقد أن هناك فريقا في الدوري السعودي تهيأت أمامه كل الظروف الإيجابية مثل الفريق الأهلاوي، فالدعم غير المحدود من قبل الرمز الأهلاوي الكبير، والحرص والتواجد من قبله، وتذليل الصعاب، وتلبية المطالب الدائمة، تجعل من الأمير خالد بن عبدالله بالفعل ملهما لتحقيق أكثر مما شاهدناه في الثلاث مباريات التي لعبها الفريق، ودافعا لتحقيق ما عجزت عن تحقيقه أجيال من اللاعبين الأهلاويين. مشكلة الفريق الأهلاوي الأساسية هي فنية بالدرجة الأولى، على عكس معظم الأندية الأخرى التي تعاني إداريا، والمشكلات الفنية عادة ما تكون أسهل في حل شفرتها، إذا ما كان المدرب قادرا على الإمساك بزمام الأمور، وقادرا على فرض شخصيته التدريبية على اللاعبين وبالذات نجوم الفريق.. أما الآن فأنا أعتقد أن الفريق يعاني من الفردية الطاغية على أدائه، وتشعر في كثير من أوقات المباراة، أنهم يتسابقون للتسجيل بدلا من أن يتعاونوا من أجله.. ولو استرجعنا شريط مباراة الأهلي مع النصر الأخيرة، لشاهدنا الفرص التي ضاعت على الفريق بسبب فردية الأداء والإصرار على إثبات الذات.. صحيح أن المدرب البرتغالي ليس له فترة طويلة مع الفريق، وبصماته لم تتضح بعد، ولم نشاهد أي فكر تدريبي منهجي يمكن أن يعطينا مؤشرا لتحسن نوعي في الأداء، لكن ما يهمني هنا قبل أن أشاهد هذا التطور هو التساؤل الدائم المطروح: هل يملك المدرب القدرة التنفيذية لفرض شخصيته على الفريق..؟ ومطالبته باللعب بالشكل الذي يخطط له للمستقبل..؟ هذا السؤال الذي سيكون محور الأيام القادمة التي سنشاهد الأهلي خلالها.. العملية ليست سهلة فقد تكون عبقريا في مجالك ولكنك لن تنجح في قيادة الآخرين ما لم تملك تلك (الكاريزما) التي تميز القادة وتعطيهم الدافع الكبير لحث الآخرين على بذل المزيد في اتجاه معين.. حقيقة المدرب الوحيد الذي شاهدناه ويمتلك هذه القدرة من القيادة المميزة والذي رأيناها تبرز من خلال شخصية الفريق هو المدرب إيريك جيرتس عندما درب الهلال والآن من خلال تدريبه للفريق القطري.. ربما كوزمين أيضاً بدرجة أقل... هل جيرتس مطلوب في الأهلي..؟ لا أدري.. ولكن من الطبيعي جدا أن تكون عيون الأهلي مرتكزة عليه، في حال -لا سمح الله- تعثر الأهلي في مسيرته..! يبدو لي أن الحلول أمام الأهلي ليست كثيرة فالوقت قصير تماما قبل مباراة كوريا الهامة جدا، والتي قد تكون منعطفا حادا للغاية في طموح وتوقعات الجماهير الأهلاوية، وهنا أعتقد أن من المهم أن تتدخل الإدارة الأهلاوية في تهيئة الفريق للمباراة القادمة، بطريقة ذكية تعتمد على ضرورة اللعب الجماعي والتركيز على أن يُسجل الأهلي كمجموعة وليس لاعب كفرد، فالمدرب في هذه المرحلة يحتاج إلى تدخل الإدارة ليس في عمله بل في نقل التوجيهات للاعبين بالشكل الذي يفرض عليهم أن يكونوا يدا واحدة، حتى وإن لم تكون قادرة على التصفيق.