رفع النظام السوري وروسيا مستوى القصف على مدينة حلب، مستهدفين للمرة الثانية في أربعة أيام أكبر مستشفى في الأحياء الشرقية المحاصرة في مدينة حلب. وقال المسؤول في الجمعية الطبية السورية - الأمريكية أدهم سحلول أمس (السبت): «تعرض مستشفى (إم10) للقصف ببرميلين متفجرين، كما أفادت تقارير عن سقوط قنبلة انشطارية على المشفى الواقع في شرق حلب». وبحسب سحلول، فإن عددا قليلا من الجرحى والأطباء «كانوا داخل المستشفى» حيث كانوا يعملون على «تقييم خطورة الإصابات وتضميد الجروح للحالات الطارئة» عند بدء القصف. وفي ظل هذا التصعيد، حذرت المعارضة السورية من خطورة قلب موازين القوى لصالح نظام الأسد، معتبرة أن الصمت الدولي في حال استمر فإن خيار المعارضة الوحيد القتال دون الرجوع إلى أية محاولات دولية للحل السياسي. وهذا ما يجعل الأزمة السورية تطول أكثر مما هو متوقع. من جهة ثانية، نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية تسجيلاً مسرباً قالت إنه من لقاء جمع وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري ومجموعة من الدبلوماسيين والناشطين المدنيين السوريين، على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في مدينة نيويورك، وقالت الصحيفة إن التسجيلات حملت شكوى من جانب «كيري» لما آلت إليه الأمور في سورية. وأضافت أن اللقاء استمر لمدة 40 دقيقة بتاريخ ال22 من شهر أيلول الماضي، وتظهر من التسجيل حالة الإحباط التي أصيب بها كيري من عدم القدرة على إنهاء الأزمة في سورية، وذلك بعد فترة وجيزة من انهيار اتفاق وقف إطلاق النار، الأمر الذي يكشف العجز الأمريكي عن مواجهة روسيا في سورية. في غضون ذلك، حذرت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، الولاياتالمتحدة من التدخل المباشر في سورية. وقالت ماريا زاخاروفا إن أية محاولات أمريكية لضرب قوات الأسد سيؤدي إلى تغيرات مخيفة ومزلزلة في الشرق الأوسط، مشيرة في حديث تلفزيوني إن مهمتها توضيح أهمية الالتزام بالاتفاقات، على حد قولها. من جهة اخرى، أعربت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي عن استنكارها الشديد للقصف الجوي الذي تتعرض له مدينة حلب والمدن السورية كافة وبمختلف أنواع الأسلحة المحرمة. وقال الأمين العام لمجلس التعاون عبداللطيف الزياني إن دول المجلس تشجب بشدة التدمير الممنهج، باعتباره عدوانا سافرا يخالف القوانين الدولية والمبادئ الإنسانية والأخلاقية. وأكد أن دول المجلس تدعو المجتمع الدولي إلى استنكار الجرائم البشعة التي ترتكب ضد الشعب السوري، وتطالب مجلس الأمن الدولي بالتدخل الفوري لوقف العدوان على مدينة حلب ورفع معاناة الشعب السوري الشقيق، وتنفيذ قرارات المجلس ذات الصلة بالأزمة السورية التي لم ينفذ منها أي قرار حتى الآن.