تستعيد من أقاصي ذاكرتك مسار طريق بيشة العلايا عبر حي (الحرف) غربي بيشة، وترتسم في مخيلتك مشاهد هذا الشريان والذي كان قبل أربعة عقود مضت عبارة عن طريق واسع يتبع لوزارة النقل، وكان عرض هذا الشريان حينئذ نحو 40 مترا، من بدايته، قرب وادي بيشة وحتى نهايته بالقرب من جبل الأربيان غربا. وفي جولة ل«عكاظ» على طريق بيشة - العلايا تكشف الحيثيات أن الطريق لم يعد كما كان في السابق وإنما تقلص عرضه وأصبح لا يزيد على 15 مترا في الكثير من محاوره، بعد أن زحفت عليه بنايات الإسمنت والتهمت أجزاء كبيرة منه، وهنا تقفز الأسئلة عن أسباب تقلص الطريق، فتأتيك الإجابة جاهزة على طبق من (الإسمنت) أن (الجيران) طمعوا في عرضه الواسع، فاقتصوا من جنباته حتى أصبح ذلك العرض الفسيح ضيقا ومهترئا، مع غياب تام للجهات الرسمية المعنية، التي لم تحرك ساكنا، وفقا لمستخدمي هذا الشريان. وخلال الجولة، أوضح ل«عكاظ» عدد من الأهالي أن السنين تعاقبت سنة تلو أخرى، وارتبط الطريق ببلدية بيشة عندما أصبحت الأحياء التي يخترقها الطريق ضمن النطاق العمراني، وحاولت البلدية تطويره وتوسعته، وتحويله من مسار واحد إلى مسارين منفصلين لكن البلدية ومجلسها البلدي فشلوا في استعادة ما سلبه الجيران «عنوة» من عرض الطريق، وأصبحوا غير قادرين على معالجة الوضع المخجل لهذا الطريق الحيوي الذي أصبح المدخل الغربي لمدينة بيشة، حيث يعترض عدد من الأملاك الخاصة مشروع ازدواجيته، مما شكل انحرافا خطرا يهدد أرواح الأبرياء، ويشوه الطريق ويعطل تنميته. وأوضح كل من محمد المعاوي وعلي الأكلبي أن وضع الطريق يحتم على بلدية بيشة ومجلسها البلدي العمل الجاد بما يكفل توسعة الطريق واكتمال ازدواجيته، ومراجعة صكوك الأملاك المجاورة للطريق من الجهتين، وتطبيقها على الطبيعة، وإزالة ما يزيد عليها من مساحات لصالح الطريق، وتعويض من يثبت استحقاقه للتعويض في حالة الإزالة من ملكه لصالح الطريق، وعدم التهاون في هذا الأمر. واتفق المعاوي والأكلبي على أن المصلحة العامة، خصوصا ما يتعلق منها بالطرق حق للجميع، وحان الوقت لهذا الطريق المهم أن يأخذ أولويته بين مشاريع البلدية، فهو المدخل الغربي لمدينة بيشة، ويشهد حركة مرورية كبيرة جدا، ووضعه الحالي لا يعكس النهضة التنموية الكبيرة التي تعيشها بيشة حاليا، ولابد لعرض الطريق أن يعود لسابق عهده 40 مترا.