تحول كثير من حسابات المشاهير في «تويتر» و«سناب شات» و«إنستقرام» وغيرها من صفحات التواصل الاجتماعي إلى ساحة للإعلان، تستقطب تجار المنتجات الشبابية وشركات التجميل، وذلك بعد أن سجلت حساباتهم أرقاما فلكية في أعداد المتابعين. بدأ بعضهم ناشطا اجتماعيا ومدافعا عن حقوق العامة في موقعي التواصل الاجتماعي «تويتر» و«فيس بوك»، وبعد أن أقنع الكثير من المتابعين بدفاعه أخذهم وسيلة للترويج للشركات والمنتجات وبمقابل مادي كبير. «سيناريو» شبيه لذلك يدور ولكن في «سناب شات» و«إنستقرام». إذ عمل الكثير من نجوم «السوشال ميديا» ونجوم الشاشة على التواصل الدائم ولفت انتباه المعجبين من الشباب والفتيات، فطارت حساباتهم بالمتابعين الشغوفين بمشاهدة يوميات النجوم، لتتحول لقطات الفيديو السريعة في «سناب» و«إنستقرام» إلى ثوانٍ يحصد منها مشاهير الإعلام الجديد مئات الألوف. أكد صالح العرياني الذي يعمل في مجال الإعلان لنجوم الشاشة ونجوم «السوشال ميديا»، أن هناك سوقا كبيرة للإعلان الذي تحول من شركات الإعلام الجديد إلى نجوم في صفحات التواصل الاجتماعي وقنوات السناب شات، إذ أصبح الإعلان في السناب يحسب بالثانية الواحدة التي قد تبدأ ب500 ريال، وكذلك في إنستقرام، وأصبحت الشركات تلاحق الحسابات الشهيرة. وعن الأسعار يقول صالح: «يبدأ سعر الإعلان في «سناب شات» من 15 ألف ريال إلى 50 ألفاً»، إذ تحول كثير من شخصيات الإعلام الجديد والمشاهير إلى رجال أعمال تدر لهم حساباتهم الكثير من المال، وبدأت مكاتب متخصصة وشخصيات في الوسط الإعلاني يعملون على جلب معلنين لصفحات النجوم بمقابل مادي. ويشير العرياني إلى أن السوق إلى الآن غير منظمة وتعمل بعشوائية، فأصحاب الحسابات هم المتحكمون فيها، فكل حساب له قيمة إعلانية مختلفة، ولا يمكن السيطرة عليه بسبب الكم الهائل من الإعلانات والمعلنين. محمد القحطاني مسؤول الإعلان في إحدى شركات العلاقات العامة والإعلان يقول: بات كثير من الشركات يبحث عن الإعلان بشكل غير تقليدي، لذا تخصصنا في جلب إعلانات في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، وعرفنا من خلال بحثنا أن هناك الكثير من صفحات المشاهير والإعلاميين والدعاة تعمل منذ وقت سابق في الإعلان للشركات ويخاطبون المستهلك بشكل غير مباشر، إذ يعمد صاحب الصفحة إلى الحديث عن منتج بعينه أو سوق ما بشكل عفوي، دون أن يشعر المتابع أن الهدف من التغريدة الإعلان لشركة تجارية. وأصبحت هذه التغريدات تجلب للكثير من المشاهير في «تويتر» مبالغ باهظة. يكشف القحطاني بعض الأرقام الفلكية التي يتقاضاها المشاهير في «تويتر» مقابل التغريد لصالح منتجات بعينها أو الشركات المعلنة، فبعض الإعلاميين تجاوزت قيمة التغريدة الواحدة الخمسة آلاف ريال، فيما يعمل أحد الدعاة المعروفين على إعادة التغريد مقابل 15 ألف ريال، وذلك غير الصفحات الإخبارية التي يضم بعضها متابعين تجاوزوا المليون متابع. ويشير إلى أن السوق لا تحكمها معايير معينة ولا ضوابط، فالقيمة السوقية للإعلان يحددها التفاوض الثنائي بين المعلن وبين صاحب الحساب، فتغريدة قد تصل إلى 10 آلاف ريال وتغريدة قد تمنح بألف ريال في حساب واحد، كما أن هناك عددا من المشاهير بدأوا في حضور احتفالات للشركات مقابل التغريد من الموقع، وهذه الطريقة يتجاوز سعر بعضها ال50 ألف ريال. خبايا أخرى تكشفها أريج جلال الناشطة في «السوشال ميديا» إذ تقول: استقبلت كثيرا من الشركات التي ترغب في الإعلان في حساباتي الشخصية بمقابل مادي، ولكن المشكلة التي بدأت تظهر أخيرا هي أن الكثير من النجوم في هذا المجال بدأوا في شراء المتابعين، وتزييف حساباتهم لزيادة الأرقام على صفحاتهم لرفع سعر الإعلان، وبذلك تقع الكثير من الشركات في خديعة أولئك المزيفين ليحصدوا آلاف الريالات، والسبب في ذلك هو أن المتحكم في السوق هم النجوم والمشاهير الذين يعملون دون رؤية موحدة، وبعضهم دون أمانة أيضا، ولكن يجدون الإقبال لأن الشركات لمست مدى فاعلية الإعلان في حسابات نجوم «السوشال ميديا». وقدمت أريج مقترحا لشركات الإعلان بضرورة وضع تسعيرة محددة، بعد أن تكشف بشكل تقني على صفحات المشاهير، وتحدد الأعداد الحقيقية للمتابعين. ولا ترى أريج أن هناك مشكلة في أن يستثمر المشاهير حساباتهم في الإعلان لأنها أصبحت مصدر جذب للشركات المعلنة.