يبدو أن سيناريو الإهمال أصبح بمثابة لغة تعلن عن نفسها مع بداية كل عام دراسي جديد، فالمشهد يتكرر ويتغير المكان وتختلف الطريقة ولكن النتيجة دائما تبقى واحدة، وهنا تبرز أهمية التساؤل عن كيفية إيقافه أو الحد منه قبل أن يحصد المزيد من أرواح أبنائنا الصغار داخل مدارسهم التي هي في الأساس بيت الطالب الثاني والأمان الكامل من جانب أولياء الأمور. وكشفت مصادر «عكاظ» تهرب عدد من قادة المدارس من المسؤولية، مبدين تذمرهم من سوء استخدام بعض الطلاب والطالبات ل (الأفياش) ومفاتيح الإنارة والزجاج، مؤكدين أن ذلك يمثل هدراً للمال العام وينعكس على البيئة المدرسية. وبالرغم من إصدار وزير التعليم الدكتور أحمد بن محمد العيسى قرارا لتحديد إجراءات الاستعداد للعام الدراسي الحالي والتي جاء من ضمنها تشكيل لجنة في كل مدرسة للاستعداد للعام الدراسي الجديد إلا أن معظم المدارس لم تلتزم بتنفيذ القرار وإنهاء كافة حاجات المدارس من صيانة وغيره. ومع إهمال صيانة بعض المدارس تستمر معاناة الطلاب من حرارة الجو وسط سوء تكييف (ضعيف) في الفصول التعليمية، إضافة إلى تشوهات جدران المدارس وانكشاف الأسلاك الكهربائية، وكذا ضعف الإصلاحات والتجهيزات وسرعة تلبية النداء عند الحاجة، ما جعل أعمال الصيانة المتأخرة أو الضعيفة تنعكس سلباً على الطلاب. وقال أحد المعلمين إن العملية التعليمية التربوية مترابطة وتتأثر بالمجتمع والمحيط من حولهم في الوقت الذي يغفل الكثير عن معوقات مهمة قادت أعمال الصيانة لعدم الجودة أو حتى تلبية احتياجات المدارس بالشكل المرضي لجميع الأطراف. وقالها صراحة معلم آخر أن تأتي الصيانة متأخرة خير من ألا تأتي نهائياً، وهذا حال مدارسنا. فيما اعتبر أحد المشرفين التربويين تأخر صيانة المدارس كل عام يرجع لعدم وضع خطة مسبقة للعمل، إلى جانب ضعف الرقابة، والتهاون من بعض المسؤولين والمشرفين على إدارات الصيانة بقطاع التعليم وكذلك عدم استخدام مواد ذات جودة عالية والأخذ بالسعر الأقل في المنافسة، ما يؤدي إلى اختيار عمالة غير مدربة. وفي سياق متصل، تحدث عدد من الطلاب بأنهم في بداية العام الدراسي أو الدوام الذي يلي الإجازات القصيرة يجدون الفصول ممتلئة بالغبار، وأجهزة التكييف لا تعمل بشكل جيد بسبب الأتربة العالقة بها. وفي السياق ذاته، فإن أولياء أمور الطلاب يؤكدون عدم جاهزية بعض المدارس للدراسة حتى الآن، لافتين إلى أن أعمال الصيانة والترميم لم تبدأ بعد، وأجمع عدد من أولياء الأمور أن أهم الأسباب الرئيسية التي تواجه المدارس في الصيانة والتأخير تعود لبعض عمليات التأهيل والترميم والصيانة وبحسب قربهم من قائدي المدارس فإن التأخير يعود إلى المقاول المنفذ. وتعليقا على تأخر الصيانة في المدارس اكتفى المتحدث باسم وزارة التعليم مبارك العصيمي بالقول: «سيتم مواجهة المعنيين بذلك، ومن ثم الرد».