يعمل أطفال سعوديون في الإجازات الصيفية والأسبوعية في سوق الخضار والفاكهة المركزي بالمدينةالمنورة، وتحميل ما يشترى من خضار وفواكه بمقابل مادي بسيط يتراوح بين ثلاثة وخمسة ريالات، وقد يجدون من يدفع لهم أكثر من ذلك المبلغ بقليل، وجلهم من أسر فقيرة يعملون لمساعدة أسرهم، ولكنهم يجدون مضايقة ومزاحمة شديدة من عمالة وافدة وصبية وافدين بعضم مجهول الهوية. «عكاظ» رصدت، في جولة على السوق، عدم وجود السعوديين مقابل وجود الوافدين وبكثرة، إذ أكد العم مسعد حماد أن سبب وجودهم بكثرة هو غياب السعوديين عن السوق لذهابهم إلى مدارسهم، فهي -حسب تعبيره- أهم من عمل مردوده بسيط جدا، ويعتبر هؤلاء الصبية والأطفال رجالا بتحملهم شيئا من المسؤولية ومحاولة الحصول على المال لمساعدة أسرهم الفقيرة. فيما يرى فهد عوض أن عمل هؤلاء الصبية يعتبر مشرفا، فهم يكسبون من عرق جبينهم ولا يتسولون من الناس، ويضيف: هم يعرضون خدماتهم ولا يتفقون على مقابل لنقل مشتريات المتسوقين ويتركون تقدير ذلك للزبون، ومن الزبائن من يبخسهم ومنهم من يدفع لهم أكثر مما يتوقعون لأنهم يرون أنهم في حاجة ماسة للمال. ويتمنى سالم فاهد أن يكون كل الحمالين في السوق من السعوديين، لأن العمل ليس عيبا كما يقول، موضحا «رغم الحاجة لوجود الوافدين خصوصا في أيام الدراسة التي ينتظم فيها الصبية السعوديون في مدارسهم إلا أنني أتمنى أن تكون الإجازات بما فيها الأسبوعية خاصة فقط بشبابنا، وأن يتم تنظيم عملهم وإبعاد الوافدين عن السوق نهائيا، وأعتقد أن خمسة أشهر تقريبا من السنة يجب أن تخصص لهم ولا ضير أن تترك باقي أشهر السنة لإخواننا الوافدين». ودلل محمد كامل على كثرة العاملين من الصبية والأطفال السعوديين في الإجازات بقوله: «في أيام الإجازات لا تكاد تجد طريقك في السوق وسط أرتال عربات التحميل الكثيرة جدا، وقد لا تسلم قدماك من»كدمة«هنا و»كدمة«هناك (حسب تعبيره) بسبب اصطدام العربات بهما».