"قاري.. عربية.. قاري".. تُردّد دون كلل أو ملل من أجل لقمة عيش المساء.. هكذا هو حال حمّالوا "المقاضي" في سوق الخضار والفواكة، حيث يجاهدون أنفسهم لحمل مشتريات الزبائن، ويتحملون الحر والعطش والرطوبة.. ويغضون النظر عن منافسة العمالة الآسيوية لهم في مهنة فضلوها على الجلوس في بيوتهم. وكشفت جولة "الرياض" أن ارتفاع درجة الحرارة والرطوبة أثرت على الحركة في السوق لاسيما في "رمضان"، خصوصاً في فترة النهار، في حين يبدو النشاط مساء متماشياً مع الطبيعة الاستهلاكية للشهر، حيث يزداد الإقبال على السوق؛ مما ينعش نشاط الحمالين ويزيد من مدخولاتهم خلافاً لأيام الشهر الأخرى. وأكد "محمد" -25 عاماً- على أنه يعمل في السوق منذ خمسة أعوام، يزداد في فيها العمل صعوبة في "رمضان"؛ كونه يتطلب مجهوداً كبيراً برفع المشتريات وتحميلها من موقع البائع إلى سيارة الزبون التي قد تكون بعيدة نوعاً ما، مبيناً أنه ينال عشرة ريالات مقابل "التحميلة" الواحدة، بغض النظر عن قرب سيارة الزبون أو بعدها. وأشار "صالح" -14 عاماً- إلى أنه يعمل منذ عام ونصف في السوق بالتزامن مع الدراسة، وفي أيام الإجازات يكثف خلالها تواجد في السوق بعد تناول الغداء ظهراً وحتى المساء، ذاكراً أنه يستمتع بعمله في الأيام العادية، في حين يجد العمل متعباً في "رمضان" له ولأنداده في العمر، مما يضطرهم أحياناً إلى التوقف عن العمل والتوجه إلى منازلهم في حال شعروا بالإنهاك. ويرى "محمد علي" أن الخدمات المقدمة يجب أن تكون ضمن غطاء يجمع العاملين في التحميل، مبيناً أن نظرة المجتمع للحمالين ليست جيدة في عمومها، إذ أن كثيراً من الزبائن اعتادوا على أن يعمل في تلك المهنة هم أجانب، قائلاً أن الشباب قادرين على العمل وتقديم ذات الإمكانات وبنفس السعر، موضحاً أن العمالة الأجنبية لا يستطيعون العمل في بسطات البيع بعد فرض سعودتها، ولكنهم يتواجدون بوفرة للتحميل والتنزيل. وشدّد مسؤولون في "بلدية محافظة القطيف" على أنهم يكثفون وجود الرقابة الصحية التي تتعلق بالمواد الغذائية في السوق من الفواكه والخضار، من خلال وضع خطة شاملة لشهر رمضان المبارك والعيد، تشتمل على منح مخالفات وفق ما يخوله النظام في حال وقوع أخطاء محذورة من قبل الباعة في السوق، خاصة أن الفواكة والخضار قد تتلف سريعاً بسبب حرارة الجو، في حين يذكر الباعة أن بضائعهم لا تظل حتى اليوم التالي، بل إن كل الكميات يتم بيعها في ظل الطلب المتزايد في "رمضان"، يشار إلى أن أسعار الخضار ارتفعت خارج سوق الخضار بما يعادل (250%)، إذ كانت حزمة الورقيات تباع بريال واحد، وأصبحت تباع بنحو خمسة ريالات في بعض المحال المختصة ببيع الخضار.