تحرص معظم الأندية الأدبية السعودية أن تكون في صدارة المشهد الثقافي والمعرفي والفكري والتنويري، إلا أن الحرص وحده لا يكفي إذ إن العمل الثقافي استهلاكي وغير قابل للاستثمار والربحية حتى اليوم، ما يفرض توافر ميزانية إضافية للمشاريع والبرامج النوعية الدورية أو السنوية. وفي ظل نجاحات مشاريع أدبي الطائف وفي مقدمتها جائزة الشاعر محمد الثبيتي المحققة تراكمية إيجابية بفضل موضوعيتها ونزاهة القائمين على أمانتها وصدق مجلس إدارة النادي في توجهه نحو تخليد اسم الشاعر الراحل من خلال مدينته الأولى وناديه الأدبي المحلي. إلا أن بقية الأندية لم تتبن ذات التوجه بتسمية جائزة في كل نادٍ أدبي باسم أحد رموز الأدب في المنطقة أو المدينة أو المحافظة. ويعزو رئيس أدبي الأحساء الدكتور ظافر الشهري تأخرهم في تبني جائزة باسم أحد أعلام الأحساء إلى كثرة الرموز الثقافية في المحافظة، ما يوقع النادي في حرج كون معظم الأسماء المستحقة متقاربة في حضورها وحظوظها الإبداعية ما يخشى معه غضبة الأهالي وردود الأفعال القاسية والعاطفية، مؤكداً أنهم آثروا أن يتمسكوا بجائزة أحمد باديب للشعراء والشاعرات الشباب لتحفيز المواهب ودرءا لأي حرج يترتب على اختيار شخصية دون شخصية. من جهته، كشف رئيس أدبي القصيم الدكتور حمد السويلم أن جائزة امرئ القيس في النادي تعد تكريما لشخصية الشاعر العربي امرئ القيس باعتباره ابن منطقة القصيم. موضحاً ل«عكاظ» أن إشكالية الجوائز تكمن في تمويلها إذ إن ميزانيات بعض الأندية لا تتحمل تكاليف مثل هذه الجوائز وبحاجة إلى رعاية، لافتاً إلى أن بينهم وبين بنك الرياض مخاطبات لتمويل جائزة للقصة القصيرة باسم الروائي الراحل إبراهيم الناصر الحميدان باعتبار الحمدان أديبا قصيميا كبيرا. وموظفا سابقاً في بنك الرياض، مؤملاً أن تثمر المخاطبات موافقة قريبة تتحقق بها فكرة تخليد المبدعين في كل منطقة، مثمناً لأدبي الطائف نجاحه في اختيار شخصية كبيرة بحجم محمد الثبيتي وحفاظهم على استمرار الجائزة برغم ظروف الأندية الأدبية حاليا. فيما يرى رئيس أدبي المنطقة الشرقية محمد بودي أن من أرقى مهمات الأندية الأدبية تكريم الأعلام الذين خدموا الأدب والثقافة، وأسهموا بإيجابية في تحقيق منجزات كبيرة نالت احترام وتقدير الوسطين العلمي والثقافي محلياً وعربياً. وأضاف «يُحمد لبعض الأندية الأدبية مبادراتها في ذلك، ومنها أدبي الطائف»، مشيراً إلى أن نادي المنطقة الشرقية الأدبي لم يغفل هذا الجانب المهم، إذ أقر مجلس الإدارة مبادرة النادي لإجراء تكريم سنوي لشخصية العام الثقافية والأدبية، وكانت في العام الماضي من نصيب العلامة أبي عبدالرحمن بن عقيل الظاهري تحت رعاية مباشرة من أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف، وأقيمت لهذه المناسبة احتفالية ثقافية حضرها نخبة من رجال الأدب والإعلام والثقافة على مستوى المملكة. وأكد أن النادي يعكف حالياً على إطلاق حزمة من الجوائز بتمويل من أصحابها سواء من رجال الأعمال أو من الأدباء، مع التركيز على توجيه الموارد المالية حاليا لإنهاء مبنى النادي ومرافقه الأساسية، سيما وأن مجلس الإدارة بصدد وضع آلية بخصوص إكمال مشروع قاعة المحاضرات في النادي، والتي ستكون ميدانا لقيام كثير من مبادرات النادي، ومن ضمنها تكريم الأعلام والاحتفاء بمنجزاتهم. من جهته، أوضح رئيس أدبي الطائف عطاالله الجعيد أن تمويل جائزة الشاعر محمد الثبيتي يستقطع من ميزانية النادي دون الحاجة إلى رعاية وتمويل من أي جهة أو طرف، مؤكداً أن الترشيد في الصرف من الميزانية يؤهل النادي لتمويل الجائزة لأعوام قادمة.