لم يأت اختيار ولي ولي العهد رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، الأمير محمد بن سلمان ضمن أكثر 50 شخصية عالمية مؤثرة على الأسواق العالمية من فراغ بل جاء استنادا إلى عوامل جوهرية عدة، أبرزها جهوده التي تتمتع بالوضوح والشفافية وبعد النظر، وخطة التحول الوطني 2020 ورؤية المملكة 2030 إضافة إلى مسيرة الإصلاح الاقتصادي، ودعم معدلات الإنتاج، وتقليل الاعتماد على النفط، وضبط الإنفاق مع التركيز على المشاريع ذات الجاهزية للتنفيذ، واستقطاب الاستثمارات الأجنبية. يأتي هذا بعدما ذكرت وكالة «بلومبيرغ» الأمريكية، أن الأمير الشاب جاء في المرتبة ال42 عالميا متجاوزا عددا من كبار الشخصيات المؤثرة والقوية في الساحة الدولية في ظل تبنيه لخطة طموحة لتحويل المملكة من الاعتماد على النفط إلى الاقتصاد المتنوع بعد ثمانية عقود من اكتشاف النفط. وفي هذا السياق؛ قال عضو مجلس غرفة تجارة وصناعة جدة زياد البسام إن الأمير محمد بن سلمان يتميز بوعي ورؤية مستقبلية لما ينبغي أن يكون عليه الوطن خلال العشرين والثلاثين عاما القادمة، استنادا إلى روحه الشبابية العالمية وشفافيته في معالجة الأمور. وأشار إلى أنه استشرف المستقبل منذ سنوات مبكرة وبشر بضرورة الإصلاح الاقتصادي الذي يقوم على دعم معدلات الإنتاجية وتقليل الاعتماد على النفط، من خلال التوسع في استقطاب الاستثمارات الأجنبية ودعم القطاع الصناعي والاستثمار في قطاع التعدين وفق خطة شاملة تركز على المعادن ذات الكميات الكبيرة في باطن الأرض، وكذلك العمل على برنامج التحول الوطني 2020 الذي يهدف إلى تنويع مصادر الدخل، وخفض الإنفاق العام بنسبة 40%، وتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص، وتقليص الاعتماد على إيرادات النفط في ظل تراجع أسعاره عالميا، منوها بخطة معادن في هذا الشأن لاستثمار 100 مليار ريال في القطاع الذي يشهد فرصا استثمارية واعدة على المستويات كافة. من جهته، قال عميد كلية الأعمال في جامعة جدة الدكتور عبدالإله ساعاتي إن الرؤية التى وضعها الأمير محمد بن سلمان للإصلاح الاقتصادي تتميز بالشمولية والوضوح والمنهجية مما يعزز من فرص نجاحها، مشيرا إلى أنها لم تهمل جوانب الترفيه التي تؤثر على مستوى الإنتاجية. ولفت إلى أن الرؤية تعمل على مواجهة أحد التحديات والإشكاليات السابقة وهي هدر المال العام، وقد تبدى ذلك في ضبط الإنفاق والتركيز على المشاريع ذات الجاهزية للتنفيذ حتى يكون لها مفعول سريع لرفاهية المواطن، كما أن ترشيد الدعم المقدم للوقود والمياه والكهرباء من شأنه أن يدعم الميزانية ويرشد معدلات الهدر التي تفاقمت في السنوات الأخيرة، ويحفظ حق الأجيال القادمة في هذه الثروة. وأشار إلى واحدة من أبرز الميزات التي يتمتع بها الأمير محمد بن سلمان نقد الذات بموضوعية من أجل الإصلاح وهي إحدى السمات التي تغيب عن منطقتنا العربية بشكل عام، داعيا المسؤولين إلى ضرورة استلهام هذه الرؤية من أجل تصحيح الأخطاء في الوقت المناسب.