العالم الذي نحن جزء منه يمنح الرياضة كل اهتمامه، بل يعمل بمختلف أطيافه على صناعة أبطال أيا كان وضع الدولة الاقتصادي. نحن وأقولها بكل قهر نملك المال ونملك القدرات، لكن عجزنا عن صناعة بطل.. والأسباب لا تعدو كونها كسلا وعجزا وأحيانا تؤكل الأمور لغير أهلها. «القدم» هي معشوقة الملايين، وهي الساحرة، وهي سفيرة النوايا الطيبة -إن جاز التعبير، لكنها ليست كل شيء في علم وعالم الرياضة. هناك دول فقيرة جداً تكاد لا تذكر لا رياضياً ولا سياسياً ولا اقتصادياً.. لكنها في الأوليمبياد تقدم أبطالها على منصة التتويج بالذهب بشكل يجعلنا على الأقل نعرف موقع تلك الدول على الخريطة وعواصمها وأهم صادراتها. معيب أن نظل نطارد «القدم» ونترك الألعاب الأخرى.. أعني ألعاب الذهب هكذا دون اهتمام في وقت أجزم فيه أن من قدم صوعان، وسعد شداد، والمسرحي، وغيرهم قادر على أن يقدم ضعفهم متى ما كان هناك دعم واهتمام. المملكة مليئة بالمواهب في كل أنحاء الوطن، لكن للأسف لا يوجد من يتعب على اكتشاف المواهب؛ لأن الكل مهتم ب «القدم» لعبة المال والأعمال والشهرة، أما غيرها فهي كما نشوف تموت واقفة والسبب ضعف الاتحادات. الأمير نواف بن محمد الذي أعفي أخيرا من رئاسة اتحاد ألعاب القوى عمل لسنوات في هذا الاتحاد وأنجز في فترات ماضية، وهنا لا أدافع عنه بقدر ما أنصف الرجل الذي حصل اتحاده على عدة جوائز محلية وخارجية، عطفاً على ما قدم في مسيرته من ميداليات للوطن عبر أبطال أشهر من أن تنسى. ولو قيض مستقبلاً للأمير نواف بن محمد وقدم كشفا بما قدم اتحاده فترة ترؤسه سنطلع على أرقام تنصف مرحلته وإن كنت هنا لا ألغي أبداً تراجع الاتحاد في الفترة الأخيرة، والأسباب منها ما يتحمله الاتحاد، ومنها ما تتحملة اللجنة الأوليمبية، ومنها ما هو أكبر من الاتحاد واللجنة. طالما دارت عجلة التغيير والبداية باتحاد ألعاب القوى يجب أن تستمر الإصلاحات في اتحادات أخرى لم تقدم أي شيء يذكر، وأستثني اتحاد اليد الذي هو الأبرز حتى الآن. وبروز اتحاد اليد يأتي وفق ما قدم من نتائج على مستوى المنتخبات. المشكلة التي تحدث عنها لؤي ناظر في أعقاب أوليمبياد البرازيل والمتمثلة في عدم منح بعض المشاركين في بعض الألعاب أوذونات غياب وتمسك اللاعبين بوظائفهم -وهم محقون في ذلك- تحتاج إلى ضرورة حل من الهيئة بالتنسيق مع الجهات العليا؛ لأن المعسكرات للأبطال أقصد (لاعبي الألعاب الفردية) مهمة وبعضها يحتاج عدة أشهر مع المشاركات المستمرة في بطولات تمثل اختبارا للبطل ومدى وصوله لأي رقم. التفرغ من أساسيات صناعة البطل، والدعم المالي هو الأساس.. أما بوضعنا الحالي فلربما نتراجع أكثر وأكثر مما نحن عليه الآن. إعفاء الأمير نواف بن محمد ليس قضيتي وإن كنت تعاطفت معه، بل القضية الأساسية عندي هو تحريك الساكن من قبل اللجنة الأوليمبية، فثمة اتحادات لم تقدم ما يشفع لها بالبقاء. ومضة.. إيران تنبح والقافلة تسير..