كانت خدمة الحجيج شرفا عظيما في الجاهلية، فكيف بهذا الشرف في زمن الإسلام، حيث وهب الله سبحانه وتعالى حكومة هذه البلاد وشعبها شرف خدمة حجاج بيته الحرام والعناية بأطهر بقاع الأرض! ومنذ تأسست المملكة العربية السعودية كانت عمارة الحرمين الشريفين وخدمة الحجاج والمعتمرين من أعظم وأهم المسؤوليات التي توارثها ملوكها، وسخرت لها طاقات الدولة وإمكاناتها، ولحظ المسلمون عبر عقود من الزمن ومازالوا يلحظون مشاريع لا تتوقف لتوسعة وعمارة الحرمين الشريفين وتنمية المدينتين المقدستين وتطوير المشاعر المقدسة! هذه المسؤولية العظيمة رسخت مكانة المملكة في قلب العالم الإسلامي، وألقت بظلالها على دورها السياسي دوليا في دعم قضايا المسلمين والدفاع عن المصالح الإسلامية، ورغم عبء المسؤولية وعظم ثقلها على كاهل المملكة سياسيا واقتصاديا إلا أن هذه المسؤولية العظيمة كانت دائما مصدر اعتزاز لكل سعودي! وهذه الأيام تستقبل المملكة ملايين الحجاج في المشاعر المقدسة الضيقة المساحة لتبرهن من جديد على قدراتها الفائقة على تنظيم مناسك الحج وإدارة حشود غفيرة قدمت من مختلف بقاع الأرض على اختلاف ثقافاتهم وعاداتهم الاجتماعية والحضارية والتنموية، في تظاهرة إيمانية وتنظيمية فريدة تنقلها شاشات التلفزة على مدار الساعة ليشهد العالم أجمع كيف نجحت المملكة العربية السعودية في إدارة أكبر تجمع إنساني في أضيق مساحة جغرافية لتجعل أعظم أعبائها مصدر اعتزازها! [email protected]