أخيرا تنفس عدد من الحجاج اليمنيين من أبناء صعدة الصعداء على جبل الرحمة، فاستغلوا الدقائق في الدعاء أن يعيد الله تعالى لهم أرضهم المسلوبة من قبل جماعة الحوثي وأنصارهم المخلوع صالح. ولأنها صعدة حيث مئات الآلاف من المواطنين أصبحوا يعيشون في وضع خاص ويخضعون لسلطات مستبدة بقوة السلاح، بات التضرع إلى الله أكبر من أي وقت مضى، ليجد هؤلاء النفر ممن أنعم الله عليهم بالوصول إلى الصعيد الطاهر فرصتهم في أن يجتهدوا في الابتهال لينقذ الله تعالى إخوانهم وأسرهم ممن يمثلون الأقلية في المنطقة من هذا التمرد الانقلابي. يروي الحاج علي محسن من محافظة صعدة ل«عكاظ» حال بلاده بكثير من الأسى، ويقول: إن الحوثيين حولوا المنطقة الى ثكنة عسكرية يتحكمون بالمداخل والمنافذ، وضيقوا المعيشة على الأهالي ولا يزال هذا الحصار قائما حتى الآن، ويعاني منه كل العوائل والنساء والأطفال. وأضاف أن هؤلاء المتمردين يضعون قوانينهم الخاصة ويقتلون وينهبون ويعتقلون، والكثير من الناس لا يعلمون عن الثمن الذي يدفعه أهالي «صعدة» جراء سلسلة الحروب التي راح ضحيتها الآلاف من الجنود بسبب المواجهات مع الحوثيين. وأشار إلى أن خروجهم لأداء الحج من محافظة صعداء يأتي ب«الحيلة» وابتكار طرق للإقناع والتنقل بسبب تحكم «الانقلابيين» في بعض المداخل والمخارج، مشيرا إلى أن منافذ المحافظات المجاورة مغلقة ولا يمكن التحرك بحرية والسفر من محافظة إلى محافظة بسبب الحصار العسكري الحوثي. وأضاف أن الحكومة السعودية استقبلتنا كعادتها بكل حفاوة وترحيب رغم أننا من محافظة «صعدة» والتي ينتمي لها الحوثيون، وسهلت كافة السبل لتسيير الحج دون أن نشعر بأننا غرباء. ويصف مصبح صالح (من صعدة) وضع منطقته بالمتوترة جدا إذ يعيشون في حصار عسكري تام بسبب الحوثيين وجميع مصالحهم متعطلة منذ أكثر من عامين، آملين بانتصار لإعادة الشرعية الى اليمن. ويؤكد جبران محمد (من صعدة) أن هذه المحافظة ينتمي لها الحوثيون، المخربون للبلاد، والمدمرون لكافة المنشأت الحكومية، إذ عطلوا الاقتصاد وتسببوا بعدم الاستقرار. وتسائل جبران: «هل يعلم العالم الخطر الذي تمثله سيطرة الحوثي على صعدة والمواجهات وأعمال التوسع في صعدة والمناطق المجاورة وهل سيتخلى عن السلاح أم لا وهل يمكن إعادة صعدة إلى أحضان الدولة الشرعية من جديد؟».