يتسابق الجميع لخدمة ضيوف الرحمن في المشاعر المقدسة، كلٌ بمهامه الموكلة إليه من شتى القطاعات المشاركة في موسم الحجن وفي ظل العمل الدؤوب يسقط من الأذهان «الجندي المجهول» نظيم عامل النظافة ذو الجنسية الهندية والبالغ من العمر 40 عاماً. لم يكن نظيم عامل النظافة الهندي سوى أحد الجنود المجهولين الذين يعملون ليل نهار في خدمة ضيوف الرحمن، بعدما حمل سلاحه المتمثل في «مقشة» وجرافة يزيل بها النفايات من مشعر منى. هناك بات يقضي نظيم نصف يومه وعلى مدى 10 ساعات يعمل في رفع المخلفات بهمة ونشاط وهمه الأول والأخير أن تتزين المشاعر المقدسة لاستقبال ضيوف الرحمن. لا يبالي نظيم حسب حديثه إلى «عكاظ» بمحدودية الراتب الذي لا يتجاوز 1000 ريال، لكنه يجد نفسه وسط ضيوف الرحمن منتشيا وهو يعمل على خدمتهم وينال الأجر والثواب والدعاء من أحدهم بأن يبارك الله له في عمله وعمره وما يتقاضاه. وخلف جدار العمل يحمل نظيم الكثير من الهم كاشفا عن أسرته التي ذهبت ضحية حريق قبل أيام قليلة من موسم الحج لكنه الآن لا يبالي بالعودة سريعا وسيبقى حتى انتهاء الموسم، وقال «لعل في الدعاء هنا أفضل من البكاء على الأطلال هناك». ربما لم يتعلم نظيم قوافي الحديث لكنه يملك من الحكمة ما يغنيه عن التعليم، معلنا أنه ورفاقه في العمل يشمرون سواعدهم لنظافة سوق العرب والمكافأة الأكبر أن ينالوا الأجر قبل الأجرة.