في ظل التقدم التعليمي والاجتماعي والسياسي الذي تشهده المملكة على الصعيدين المحلي والدولي، أتعجب من كثير من شباب السعودية الذين يهربون من الانتماء لوطنهم، والمحزن أن الكثير من هؤلاء الشباب حظوا بالانضمام للبعثة الدراسية في الخارج وسهلت لهم الدولة الكثير من أجل التعليم لأجل مستقبل واعد، والذي في نظري هو أساس الرقي والنهضة. (ليست البعثة الدراسية في الخارج مقدار حب وانتماء ولكن أنفقت الدولة الكثير من أجلهم). سافرت مع بعض الأصدقاء لأوروبا لقضاء عطلة الصيف وكان أكثر ما يضايقني عندما نتحدث مع من تقابلنا معهم هناك ونسأل «من أين أنتم!؟» فيجيب بعض السعوديين والابتسامة تملأ وجوههم «أنا بحريني» أو «أنا إماراتي»، وكنت أجيب بكل فخر وعدم تردد «أنا سعودي»، فتنهمر الأسئلة بعدها عليّ لأوضح فيها الكثير من المفاهيم المغلوطة عن المملكة، وسعيت جاهداً بأن أترك بصمة إيجابية عنها في حين «البحريني» و«الإماراتي» كانا من المستمعين فقط، وعندما سألتهما عن انتمائهما لوطنهما أجاب «البحريني»: «أحب السعودية وسأنتظر نتائج الرؤية السعودية 2030 كي أبدأ في القول بأني سعودي، كما أن الأجانب لا يعرفون الكثير عن البحرين»، وأفاد «الإماراتي»: «الكل يحب دبي فلن أواجه أي صعوبات في ذلك» فلا يسعني غير أن أرد والحسرة تملأ عيني «ومن سيحسن صورتنا الخارجية وإظهار ما عليه نحن من تعليم ورقي وتطور وأخلاق وأدب إن لم نكن نحن!؟ أنا وأنت وهو وهي كل في استطاعته وضع بصمة إيجابية حتى لو كانت بمحادثة بسيطة تترك أثرا إيجابيا»، فيجيبون «ما جات علينا نحن» !! فأنظر إليهم بتلك النظرة الموجعة قائلاً في نفسي «وا أسفاه» فهم وغيرهم لا يدركون قوله تعالى «إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ». أخواتي وإخواني الشابات والشبان، مهما كانت، هناك الكثير من الأمور التي نسعى لإصلاحها فهذا لا يتخطى مرحلة عدم الحب والانتماء لوطننا الحبيب. فلنتكاتف جميعاً سعياً لتصحيح المفاهيم المغلوطة. نحن ركيزة وأساس مستقبلنا ونحن من نستطيع أن نغير وننتج ونسعى إلى مستقبل أفضل.. أنا ممن تغربوا للدراسة في الخارج ثماني سنين ولكن كانت وما زالت المملكة العربية السعودية «وطني الحبيب وهل أحب سواه؟» فلنرتق... [email protected]